للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تريد المبيت في بيت أهلها وزوجها يريده في بيت أهله هو

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا هنا في غربتي مع زوجي، ولنا إجازة لمدة شهر في العام، نقضيها مع أهلنا، يطلب مني زوجي أن أقضي هذا الشهر في بيت أهله، والذهاب لأهلي في زيارات، في حين أنا أريد أن أذهب هناك يوميا، والمبيت هناك، فهو شهر واحد، فلو صممت على ذلك ولم يقبل زوجي فماذا أفعل؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ننصحك بالالتزام بما يطلبه زوجك، ففي ذلك الخير والفضل من وجوه كثيرة:

- ففي طاعة الزوج طاعة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك الأجر الكبير عند الله تعالى، وأجر طاعة المرأة زوجها لا يكاد يَعدِلُه عمل آخر.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)

رواه أحمد (١/١٩١) حسنه السخاوي في "البلدانيات" (١٦١) والألباني في "صحيح الترغيب" (١٩٣٢)

وعَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ)

رواه أحمد (٤/٣٤١) قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/٩٧) : إسناده جيد. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (١٩٣٣)

- وفي طاعتك زوجك في هذا الأمر خلاصٌ من المنازعات والخصومات التي قد تحصل بعصيانك لزوجك.

- ونذكرك أيضا بأن الزوجة الصالحة هي التي لا تفارق زوجها، تحرص على خدمته وراحته وتسعى في إسعاده.

- واعلمي أن في طاعتك له في هذا الأمر حفظا للسعادة بينكما، وتأكيدا لرابطة المحبة والمودة، وأن في مخالفتك له فتحا لسبيل الشيطان، وإثارة لما في النفوس من النزاع والشقاق، وإن لم يظهر أثرها العاجل، فلا بد أن أثر المخالفة سيظهر عن قريب، وخاصة إذا تراكمت المخالفات والمنازعات.

ويمكنك التفاهم مع زوجك بهدوء في هذا الأمر، ولو أن تبقي عند أهله نصف المدة وعند أهلك نصفها الآخر، أو تذهبي إليهم عدة أيام.

والذي ينبغي للزوج أن يكون رفيقاً بأهله فلا يضيّق عليهم ولا يتعسف، فإن الزوجة من أحق الناس بالرفق واللين معها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (٣٨٩٥) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>