هل صح أن الله عز وجل يستحيي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام؟
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يستحي أن يعذب شيبة في الإسلام؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بذلك، وما روي فيه عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه فهو ضعيف لا يصح، وهذا بيان ذلك:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يقول الله تبارك وتعالى: إني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام فتشيب لحية عبدي ورأس أمتي في الإسلام أعذبهما في النار بعد ذلك)
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" ضعيف جداً، أخرجه أبو يعلى في (مسنده) (٢٧٦٤) ، وابن حبان في (الضعفاء) (١/١٦٨) ، وابن عدي في (الكامل) (١ / ٣٤٩ - ٣٥٠) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس مرفوعاً.
وقال ابن حبان: (منكر باطل، لا أصل له)
قلت – أي الشيخ الألباني -: وهو مسلسل بثلاثة ضعفاء على نسق واحد، آخرهم أشدهم ضعفاً، وهو سويد.
وقال ابن عدي: (وأيوب بن ذكوان عامة ما يرويه لا يتابع عليه) .
وقال الهيثمي في (المجمع) (٥ / ١٥٩) : (رواه أبو يعلى، وفيه نوح بن ذكوان وغيره من الضعفاء)
ولم يتفرد به؛ فقد رواه يحيى بن خذام قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن زياد أبو سلمة الأنصاري قال: ثنا مالك بن دينار عن أنس به نحوه.
أخرجه ابن حبان أيضاً (٢ / ٢٦٧) ، وأبو نعيم في (الحلية) (٢ / ٣٨٧ - ٣٨٨) وقال:
(لم يروه عن مالك إلا أبو سلمة الأنصاري، تفرد به عنه يحيى بن خذام) .
العلة من أبي سلمة، وفي ترجمته ساق الحديث ابن حبان، وقال: (منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم) .
والحديث؛ أورده ابن الجوزي في (الموضوعات) (١ / ١٧٧ - ١٧٨) من طريق ابن حبان من الوجهين عن أنس. ونقل كلامه المتقدم وأقره.
وأما السيوطي في (اللآلئ) (١ / ١٣٣ - ١٣٧) فقد ... جمع فيه ما هب ودب من الطرق، حشرها حشراً دون أن يتكلم عليها ببيان حالها! وهي كما قال المعلمي في تعليقه على (الفوائد المجموعة) (ص ٤٨٠) : (كلها هباء) . ثم بيَّن – أي المعلمي رحمه الله - عللها واحدة بعد أخرى، ثم قال: (ويكفي في هذا الباب قول الله تبارك وتعالى: (والله لا يستحي من الحق) " انتهى باختصار.
على أنه قد وردت أحاديث عدة في فضل من شاب في الإسلام، فمن ذلك:
ما رواه الترمذي (١٦٣٥) ، والنسائي (٣١٤٢) عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . وصححه الألباني.
وينظر روايات أخرى حول ذلك في: "صحيح الترغيب والترهيب".
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب