للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسأل: هل جميع الشيوخ الأتقياء هم من السلفيين؟

[السُّؤَالُ]

ـ[احترت بشأن الجماعات الإسلامية الموجودة حالياً، أعتقد أن السلفيين وأهل الحديث هم الأقرب للسنة. هل جميع الشيوخ الأتقياء هم من السلفيين؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نعم، أقرب الجماعات الموجودة الآن إلى السنة هم السلفيون، وجِماع أصولهم ردّ مسائل الدين العلمية والعملية إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما أجمع عليه سلف الأمة، وسار عليه أهل القرون الثلاثة المفضلة: قرن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، مع تعظيم سنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسنة خلفائه الراشدين ومحبة أهلها، ومجانبة البدع والمحدثات العلمية والعملية في دين الله وذمّ أهلها، ثم العمل على تنقية علوم الناس وأعمالهم من هذه البدع، والعودة بهم إلى استئناف حياتهم على مثل ما كان عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من الهدى ودين الحق.

ولكن. . لا يعني ذلك أن جميع الشيوخ الأتقياء يكونون من السلفيين، أو أن السلفيين كلهم تقاة ومن عداهم فليس تقياً. لا، ليس الأمر كذلك.

فالتقوى هي فعل ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به، وترك ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه. فكل من أطاع الله تعالى واجتنب معصيته على نور من الله، فهو المتقي، وكل من عصى الله تعالى نقص من تقواه بقدر معصيته.

وإذا كانت هذه حقيقة التقوى، فإنها لا تحصل لعبد بمجرد التسمي باسم السلفيين أو غيرهم أو الانتساب إلى طائفة من الطوائف بل كل من كان أعظم تحصيلاً لأسباب التقوى من العلم بالله وشرعه، والعمل بذلك كان أعظم حظاً من التقوى، وأعلى مقاماً في الدين.

لأجل ذلك ينبغي أن نفرق بين المنهج السلفي الذي هو معصومٌ بعصمة الأصول الشرعية: الكتاب والسنة والإجماع، وبين الأفراد المنتسبين إلى هذا المنهج، فهؤلاء ليسوا بمعصومين من الخطأ في العلم أو العمل، وسواء كان هذا الخطأ معصية أو حتى بدعة، فإنما يتحمله الشخص الذي فعله نفسه، ولا يجوز أن يحمل المنهج هذا الخطأ، ويكون ذلك ذريعة للقدح في المنهج السلفي بحجة أن فلاناً (السلفي) أخطأ وفعل كذا.

وإليك مثالاً يوضح ذلك:

فالإسلام لا شك أنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران/٨٥. وقال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران/١٩. ولا يعني ذلك عصمة المسلمين، وأن جميع ما يفعله المسلمون صواب، بل كثير من المسلمين – وللأسف الشديد – قد خالفوا الإسلام، وعصوا الملك العلام. فكما يجب التفريق بين الإسلام وبين ما يفعله المسلمون، كذلك يجب التفريق بين المنهج السلفي وبين السلفيين.

والله تعالى أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>