للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أختها لا تصلي ولا تحسن التصرف

[السُّؤَالُ]

ـ[ماذا أفعل لأختي الصغرى، فهي لا تصلي ودائماً تكذب وتتشاجر، وجميع من في البيت سئم من تصرفاتها؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا.

أما حال أختك فهو حال كثير من الشباب في هذا الزمان نسأل الله لنا ولهم الهداية، وواجبنا نحوهم - فيما يظهر - كما يلي:

أولا: ينبغي التوجه إلى الله بطلب الهداية لهم، فهو مقلب القلوب، ولربما دعوة خرجت من القلب تكون سببا في سعادتها في الدنيا والآخرة.

ثانيا: ينبغي ترك التعامل معها على أنها صغيرة، أو أنها لا تدرك مصلحتها فالإنسان – لاسيما في سن المراهقة – يحب ممن حوله أن يشعروه بأهميته، ولا يحب أن يعامله الناس على أنه لا يزال صغيراً.

ثالثا: محاولة ربطها بفتيات صالحات، وإبعادها عن صديقاتها الغير صالحات، حتى لو استدعى ذلك مثلاً نقلها من المدرسة التي تدرس بها، وينبغي أن يكون ذلك بحيث لاتنتبه هي؛ لأنها ربما تتصرف تصرفا عناديا يزيد من المشكلة.

رابعا: ينبغي أن لا تكون نظرتكم لها هي نظرة التضايق فقط، بل ينبغي إظهار الفرح بما تفعله من الأشياء الطيبة وتقديم الهدايا لها إذا فعلت أمرا طيبا.

خامسا: يمكنكم مناصحتها من خلال شخص تحبه كمدرستها أو صديقة لها أو غير ذلك.

سادسا: احرصوا على محاولة إيصال الشريط أو الكتاب الذي فيه موعظة بطريق غير مباشر، كوضعه قريبا منها أو الاستماع للشريط في السيارة في حال ركوبها.

وأما كونها لا تصلي فهذا أمر في غاية الخطورة، فمنزلة الصلاة في الإسلام بمنزلة العمود الذي يقوم عليه البناء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه الترمذي (٢٦٢١) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢١١٣) .

وقال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم (٨٢) .

فالواجب عليكم مناصحتها ووعظها وحملها على الاستقامة، لتجمعوا في ذلك بين أسلوبي الترغيب والترهيب، واللين والشدة، فإن احتاج الأمر إلى الشدة أحياناً فلا بأس من استعمالها.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أبو داود (٤٩٥) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٤٦٦) .

وهذه الشدة والقسوة إنما هي لمصلحتها.

قال الشاعر:

قسا ليزدجروا ومن يك راحماً فليقسُ أحياناً على من يرحمُ

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>