كثير من الرجال يأنفون من العمل البيتي، وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدره ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت في مهنتهم.
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان " يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم " رواه الإمام أحمد في المسند ٦/١٢١ وهو في صحيح الجامع ٤٩٢٧.
قالت ذلك زوجته عائشة رضي الله عنها لما سُئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته فأجابت بما شاهدته بنفسها وفي رواية: كان بشراً من البشر يفلي " يُنقي " ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه الإمام أحمد في المسند ٦/٢٥٦ وهو في السلسلة الصحيحة ٦٧١. وسُئلت رضي الله عنها أيضاً ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته، قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رواه البخاري، الفتح ٢/١٦٢
فإذا فعلنا ذلك نحن اليوم نكون قد حققنا عدة مصالح:
اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ساعدنا أهلينا.
شعرنا بالتواضع وعدم الكبر.
وبعض الرجال يطالب زوجته بالطعام فوراً، والقدر فوق النار، والولد يصرخ يريد الرضاع، فلا هو يمسك الولد، ولا هو ينتظر الطعام قليلاً، فلتكن هذه الأحاديث تذكرة وعبرة.