للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم العمل في مشروع محاربة ختان الإناث

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مقدم علي زواج بعد ٣ أشهر وقد عرض علي أن أعمل في مشروع محاربة ختان الإناث بمرتب عالي يعينني على مصروفات الزواج والتجهيزات، فإذا رفضت فسوف أعمل بمرتب ضعيف جدا لكن في مجال آخر غير موضوع ختان الإناث.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ختان الإناث مشروع، وهو دائر بين الوجوب والاستحباب، ولا يُعلم عن أحد من الفقهاء القول بتحريمه، وقد سبق بيان ذلك مفصلا، مع بيان فوائده الصحية والطبية، وفتاوى أهل العلم في شأنه، وانظر: جواب السؤال رقم (٦٠٣١٤) و (٤٥٥٢٨) .

ولا وجه لمحاربة الختان الذي هو من سنن الفطرة، لكن ينبغي محاربة الطرق السيئة في إجرائه، كالختان المسمى بالفرعوني، وفيه يتم استئصال البظر كله، مما يكون له أثر سيء على المرأة.

وعليه، فإن كان غرض المشروع هو محاربة الصور الخاطئة من الختان مع إقرار العمل بالختان الصحيح، فلا حرج في العمل فيه، وإن كان الغرض هو محاربة الختان كله، والتنفير منه، ودعوة الناس إلى تركه، فلا يجوز العمل فيه حينئذ؛ لأنه مضاد للشرع، فإن ختان الإناث أقل أحواله الاستحباب.

ولا يحملنك ضعف الراتب على طلب الزيادة بالحرام، فإن متاع الدنيا قليل، ونعيمها زائل، وما عند الله تعالى خير وأبقى، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فتمسك بالحلال مهما كان قليلا فإن الله تعالى يبارك فيه، ودع الحرام مهما كان كثيرا فإن عاقبته إلى قلة وذلة.

وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٠٨٥) .

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>