للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من دان بغير الإسلام فهو كافر سواء كان من الصابئة أو من غيرهم

[السُّؤَالُ]

ـ[هنا بالمغرب جماعة تسمى بالصابئين يدعون أنهم على دين إسماعيل عليه السلام ما حكمهم في الدين؟ وهل هم على صواب أم هم ضالون؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

اختلف العلماء في حال الصابئة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، هل هم من النصارى أو من اليهود أو المجوس، إلى غير ذلك من الأقوال، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم (٤٩٠٤٨) .

وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يعتقد أن كل من دان بغير دينه فهو كافر، ولا ينفعه انتسابه إلى إبراهيم أو إسماعيل أو موسى أو عيسى عليهم السلام، لأن الله تعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء، وأوجب على الجن والإنس اتباعه والإيمان به، وجعل شريعته ناسخة لجميع الشرائع ومهيمنة عليها، كما قال سبحانه: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب/٤٠، وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران/٨١، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء/١٧٠، وقال سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا) المائدة/٤٨.

وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) رواه مسلم (١٥٣) .

وعليه؛ فهذه الجماعة التي ذكرتها إذا كانوا لا يدينون بالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهم كفار، لا شك في ذلك ولا ريب.

وقد أوردت الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة نبذة عن الصابئة الذين يعيشون اليوم في جنوبي العراق وإيران، وأنهم يزعمون أن يحيى عليه السلام هو نبيهم، وذكرت شيئا من عبادتهم كالصلاة التي تختلف عن صلاة المسلمين، والطهارة والتعميد.

ينظر: "الموسوعة الميسرة" (٢/٧٢٤- ٧٣٣) .

وأما الصابئة بالمغرب فلا نعلم شيئا عن حالهم، وحسبك ما ذكرنا من أن كل من دان بغير الإسلام فهو كافر، سواء انتسب إلى اليهودية أو النصرانية أو الصابئة أو غيرها، حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وبدينه وبكتابه ويلتزم شريعته. وقد نص أهل العلم على أن المسلم يكفر ويرتد إذا اعتقد أن أحدا يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا خرج عنها بالفعل.

قال في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (٦/١٧١) في باب المرتد: " من اعتقد أن لأحدٍ طريقا إلى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم، أو لا يجب عليه اتباعه، أو أن له أو لغيره خروجا عن اتباعه صلى الله عليه وسلم وعن أخذ ما بُعث به، أو قال: إن من الأولياء من يسعه الخروج عن شريعته صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى صلى الله عليه وسلم، فهو كافر؛ لتضمنه تكذيب قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) الأنعام/١٥٣. أو اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، فهو كافر " انتهى بتصرف.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>