للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زوجها لا يؤدي واجباته ويكثر النوم ويضيع الصلاة

[السُّؤَالُ]

ـ[متزوجة ولها ٣ أولاد، فقد زوجها عمله ولا يبحث عن عمل آخر ويبقى في البيت ويستعمل الكمبيوتر طوال الليل ثم ينام عند السادسة أو السابعة صباحا ويبقى نائماً حتى الرابعة أو الخامسة عصراً وأحياناًُ حتى الثامنة ولا يصلي ولا يأخذ الأولاد للمدرسة ولا يذهب لشراء حاجات البيت وتضطر هي لفعل كل هذا وإذا تحدثت معه أو نصحته صرخ في وجهها وسبها أو يضربها ويقول إذا لم يعجبك الوضع فاتركي البيت، دائما يصرخ على الأولاد إذا كانوا يلعبون وهو نائم طوال النهار، تحدث معه والده ووالدته لكن دون جدوى، تدعو الله أن يهديه ويصلح حاله وتدرس في الجامعة لعلها تحصل على عمل بعد التخرج لتنفق على البيت فمال زوجها ينقص شيئاً فشيئاً وهو لا يفعل شيئاً غير إدمانه على الكمبيوتر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يعينك ويوفقك، ويصلح زوجك.

ولاشك أنك بالقيام على أولادك، والحرص على هداية زوجك، محسنة مأجورة إن شاء الله، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

والوصية لك بالاستمرار، والصبر والدعاء لزوجك، والسعي في إصلاحه، عن طريق والديه وإخوانه ومن له تأثير عليه. فإن الرجل إذا تخلى عن واجبه نحو أسرته كان معرضا لعقاب الله وغضبه، لتفريطه فيما استرعاه الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته) الحديث رواه البخاري ٨٩٣، ومسلم ١٨٢٩ من حديث ابن عمر.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " رواه ابن حبان، وصححه الألباني في غاية المرام برقم ٢٧١

وقال: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ". رواه أحمد وأبو داود من حديث عبد الله ابن عمرو، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم ٨٢٧

وقال: " ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة" رواه البخاري ٦٧٣١

ولا نظن أن زوجك يرضى لنفسه هذا الوعيد، بل لا نظن أنه يرضى أن يكون عالة على زوجته، تنفق عليه، وتقوم بشئونه، فإن هذا تأنف منه نفوس الرجال.

وقد ذكرت فيما ذكرت أنه ينام عن الصلوات، بسبب سهره وتضييعه لوقته، وهو بهذا على خطر عظيم آخر، فقد قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم/٥٩ قال ابن مسعود عن الغي: واد في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم.

وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) الماعون/٤،٥

هذا إن كان يؤخرها عن وقتها، وأما إن كان يترك الصلاة، فهذا كفر مخرج من ملة الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم (٨٢) .

وقوله: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" رواه الترمذي (٢٦٢١) والنسائي (٤٦٣) وابن ماجه (١٠٧٩) ، وصححه الألباني.

وحينئذ يلزمك نصحه، فإن استمر في ترك الصلاة، وجب عليك الامتناع منه، وعدم تمكينه من نفسك، حتى يتوب ويصلي.

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعا.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>