بعض الآباء لا يدري أن في حوزة أولاده صوراً سيئة، وأفلاماً خالعة، وربما مخدرات، وبعضهم لا يدري أن ابنته تذهب مع الخادمة إلى السوق، وتطلب منها أن تنتظر مع السائق ثم تذهب لموعدها مع أحد الشياطين، والأخرى تذهب لتشرب الدخان عند قرينة سوء تعبث معها، وهؤلاء الذين يفلتون أولادهم لن يفلتوا من مشهد يوم عظيم، ولن يستطيعوا الهرب من أهوال يوم الدين:" إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " حسن رواه النسائي ٢٩٢، وابن حبان عن أنس وهو في صحيح الجامع ١٧٧٥، السلسة الصحيحة ١٦٣٦.
وهنا نقاط مهمة:
يجب أن تكون المراقبة خفية.
لا لأجواء الإرهاب.
يجب أن لا يحس الأولاد بفقدان الثقة.
ينبغي أن يراعى في النصح أو العقاب أعمار الأولاد ومداركهم ودرجة الخطأ.
حذار من التدقيق السلبي وإحصاء الأنفاس. روى لي شخص أن أحد الآباء عنده كمبيوتر يخزن فيه أخطاء أولاده بالتفصيل، فإذا حصل خطأ أرسل إليه استدعاء وفتح الخانة الخاصة بالولد في الجهاز، وسرد عليه أخطاء الماضي مع الحاضر.
التعليق: لسنا في شركة، وليس الأب هو الملك الموكل بكتابة السيئات، وليقرأ هذا الأب المزيد في أصول التربية الإسلامية.
وأعرف في المقابل أناساً يرفضون التدخل في شئون أولادهم بتاتاً بحجة أن الولد لن يقتنع بأن الخطأ خطأ والذنب ذنب إلا بأن يقع فيه، ثم يكتشف خطأه بنفسه، وهذا الاعتقاد المنحرف ناتج عن رضاع من لبن الفلسفة الغربية، وفطام على مبدأ إطلاق الحريات المذموم فتعست المرضعة، وبئست الفاطمة، ومنهم من يفلت الزمام لولده خشية أن يكرهه بزعمه، ويقول: أكسب حبه مهما فعل، وبعضهم يطلق العنان لولده كردة فعل عما حصل له مع أبيه في السابق من نوع شدة خاطئة، فيظن أنه يجب أن يعمل العكس تماماً مع ولده، وبعضهم يبلغ به السفول لدرجة أن يقول: دع الابن والبنت يتمتعان بشبابهما كما يريدان، فهل يفكر مثل هؤلاء بأن أبناءهم قد يأخذون بتلابيبهم يوم القيامة فيقول الولد: لِمَ تركتني يا أبي على المعصية؟!