للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحكمة من خلق الإنسان

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا غير مسلمة ولكني أود أن أعرف ماذا يقول الإسلام عن: لماذا خلق الله الإنسان؟ هل هناك سبب معين؟ ما معنى الوجود؟ هل فقط لطاعة الله؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نحن نعتقد أن الله هو خالق البشر، وأنه الذي تفرّد بخلق جميع المخلوقات كلها من الدواب والطيور، والحشرات والأسماك وغيرها من إنس أو جن، ونعتقد أنه ما خلقهم عبثا، فقد قال تعالى في القرآن: (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق) الأنبياء / ١٦، وأنه فَضَّل الإنسان على سائر المخلوقات فأعطاه العقل والسمع والبصر والفؤاد، وأنطق منه اللسان، وفَضَّله على غيره من المخلوقات، فقال تعالى في كتابه: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء / ٧٠. فالإنسان ميّزه الله عن الخلق، فلما أعطاه العقل والقلب كلّفه أن يعبده، والإنسان يعلم مَنْ خلقه، فأمره الله أن يعبده وهو ربه ومالكه، والمالك له حق على المملوكين، فالله خلق الخلق من البشر لعبادته، ولذلك قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات / ٥٦، وأنكر عليهم أن يكونوا خُلِقوا كما خُلِقت البهائم، فقال تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون / ١١٥، فهذا ظن سوء. وقال تعالى: (أيحسب الإنسان أن يترك سُدى) القيامة /٣٦ أي مهملا، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يكلف.

فلما ميّز الله البشر عن غيره من المخلوقات كان من حكمة ذلك أن أمره بالعبادة، ونهاه عن المحرمات، ووعده على الطاعة بالجنة، وأخبره أنه سوف يعيده بعد موته، وسيلقى جزاءه كاملا، فمن صدّق بذلك كان من الأتقياء المؤمنين، ومن كذّب بذلك فقد عصى الله تعالى وتعرّض للعقاب في عاجل أمره وآجله، ولا يضرّ إلا نفسه.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله

<<  <  ج: ص:  >  >>