ـ[أنا أعيش في الغرب وقد ولدت لأسرة مسلمة، ومنذ بداية سن المراهقة وأنا نشيط في الحقل الإسلامي حتى في زمن طفولتي وأنا اعتقد بالإسلام واستغرب كيف ينام البعض ولم يصلوا.
لما تقدم بي السن الآن تغيرت كليا، فقد تلاشى إيماني بالله وبالإسلام وقد أصبحت منافقا إلى أسوء الحدود، ابتعد عن النساء ولكن ليس عن الصور العارية أحاول أن اقلع عن ذلك وهذا ممكن أن يكون سبب سقوطي ولكني اكتشفت انه متأخر جدا حيث أن هذا الآن واحد من ضمن الأسباب وليس الأصل لان الأصل هو اعتقادي بالله وبالإسلام.
بعض الأحيان اشعر بأنني مجنون ولدي تفكير خاطئ عن الله، ومن أين أتيت، والإسلام والصحيح والخطأ، وكأنني في حرب بين الإيمان وعدم الإيمان وخصوصا وقت الصلاة.
لم اترك الصلاة وباقي العبادات ولكنها فعلا لم تعد تنفعني أو تؤثر بي، فإذا لقيتني تحسب أنني ملتزم بالدين من المظهر والحديث وذهابي للمسجد وصيامي ولكن فعلا أنا منافق حقيقي ولا يعلم به أحد، ولا أستطيع الاستمرار على ذلك.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
١- لتعلم يا أخي أن عصمة أمر العبد دينه وإيمانه ولا يضره ما فاته من الدنيا إذا حفظ الله تعالى له دينه، والله عز وجل هو مالك الملك ومقلب القلوب، وهو وحده الذي يثبت القلوب ويربط عليها، ولذلك أنصحك يا أخي أن تلجأ إلى الله عز وجل فإنه رب رحيم ودود لطيف بعباده ومتى ما صدقت اللجوء إليه وتضرعت بين يديه وسألته أن يحفظ لك إيمانك وأن يعيذك شر وساوس النفس والشيطان فإنه تعالى قريب مجيب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فلا تنسى هذا الباب العظيم ففيه الفرج والمخرج مما أنت فيه إن شاء الله تعالى، كما أذكرك بفضل قراءة القرآن وكثرة الأذكار في الصباح والمساء فإن لذلك أثر في طمأنينة القلب.
٢- اجتنب يا أخي الأسباب التي تبعدك عن الله عز وجل وتقربك من الشيطان ووساوسه، ومن ذلك ما ذكر في سؤالك من رؤيتك للصور العارية وغيرها، لأن المعصية إذا أصر عليها صاحبها فإنها تتراكم على القلب حتى يظلم ولا تؤثر فيه المواعظ بعد ذلك، فبادر إلى التوبة من هذه المعصية وغيرها وحقق شروط التوبة بكاملها. كما ننصحك باجتناب جلساء السوء ومجالس الشبهات والشهوات وابحث عن أهل الخير ومجالسهم لأن المرء على دين خليله.
٣- يبدو من خلال سؤالك أنك تعاني من مشكلة نفسية معينة إما مالية أو اجتماعية أو غيرها مما كان له الأثر في تلك الوساوس التي تعاني منها، فإن كان هذا صحيحاً فأنصحك أن تبادر إلى علاج هذه المشكلة فقد تكون باباً لحل ما تعاني منه، ونحن نساعدك قدر استطاعتنا إن شاء الله.
٤- قد يكون ما تشعر به ضرباً من الاكتئاب والقلق لسبب أو آخر، وأنت تعلم أن الله عز وجل ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، ومعلوم أن هناك عقاقير نافعة بإذن الله تعالى لعلاج مثل هذه الأمراض فالتمسها عند أطباء النفس.