للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعل اللواط مع شاب وتاب فهل يجوز له أن يتزوج أخت هذا الشاب؟

[السُّؤَالُ]

ـ[لا أعرف كيف أبدأ بسؤالي، ولكن أتمنى بأن تقبل سؤالي بكل صدر رحب، أنا شاب أبلغ من العمر ٢٥ سنه، وعملت اللواط مع أحد أقربائي قبل ١٠ أو ١١ سنة تقريباً، والحمد لله تبت من هذا الفعل. سؤالي: هل يجوز بأن أتزوج شقيقة الملوط فيه؟ علماً بأنه تقدم والدي لخطبة البنت لي، ولكن خطبة غير رسمية، ووالدي ووالدتي يرغبون بأن أتزوجها، وأنا رافض لهذا السبب. وأرجوا من فضيلتكم بالرد على سؤالي، وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن تكون توبتك صادقة، وأن يكون عندك من الندم ما تمتنع معه من معاودة تلك الفاحشة القبيحة، ومن العزم الأكيد ما تجزم به أنه لن يتكرر ذلك الفعل الشنيع، وفاحشة اللواط جريمة كبرى، وعقوبتها القتل، وقد عذَّب الله تعالى قوم لوط بما لم يعذِّب به أحداً من العالَمين، فقد قلب ديارهم عليهم، وخسف بهم، ورجمهم بالحجارة من السماء، وطمس أعينهم.

وانظر أجوبة الأسئلة: (٥١٧٧) و (٢٧١٧٦) و (٣٨٦٢٢) .

ثانياً:

وأما بخصوص نيتك التزوج بأخت قريبك ذاك الذي فعلتَ معه الفاحشة: فإن فعلك المحرَّم لا يحرِّم عليك الزواج بها، ولا نعلم خلافاً في ذلك بين أهل العلم، وإنما الخلاف بين العلماء هو هل تحل لك أمه وابنته أم لا.

وانظر جواب السؤال رقم: (٧٨٥٩٧) .

وأما مسألتك هذه فتختلف عما ذكرناه مما وقع فيه اختلاف بين العلماء؛ ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بتحريم النكاح في الصورة التي ذكرتها.

على أننا ـ في واقع الأمر ـ لا ننصحك بذلك، ولا نحبه لك؛ بل من تمام توبتك: أن تقطع كل حبال هذه القاذورة القديمة، وأن تبتعد عن كل شيء يذكرك بها، أو يحتمل أن يردك إليها، ولو يوما ما.

ثم إن علاقة المصاهرة أمرها عظيم، وقد امتن الله تعالى بها على عباده، فقال: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) الفرقان /٥٤.

وهذا الشخص الذي ذكرته سوف يكون من أصهارك، وخالا لأولادك إن شاء الله، ومثل هذه الروابط تحتاج إلى قدر كبير من الاحترام المتبادل بين الطرفين، وهو أمر نشك في وجوده مع هذا الماضي بينكما، وهو أمر لا يمكن نسيانه.

فالخلاصة أنه: من ناحية الحكم الشرعي: فيجوز لك الزواج بهذه الفتاة، غير أننا لا ننصحك به، ولا نحبذه لك، والنساء سواها كثير، وبإمكانك رفض هذا الزواج بألف طريق وطريق، من غير أن تهتك ستر نفسك، أو ستر الطرف المشارك لك.

نسأل الله أن يمن علينا جميعا بالتوبة النصوح، وأن يسترنا في الدنيا والآخرة.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>