للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسلمون ونظرة الناس لهم

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي المشاكل التي يعاني منها المسلمون بسبب نظرة الآخرين إليهم؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

قد يعاني المسلمون من اضطهاد وإيذاء بسبب نظرة الآخرين لهم، وبسبب تمسكهم بدينهم، ولكن مهما بلغ بهم الإيذاء والاضطهاد فإنهم لا يمكن أن يذلوا داخل أنفسهم، ولا أن يكرهوا الإسلام، بل يصبرون ويتحملون لله وفي سبيل الله، ويحتسبون الأجر في ذلك، قال ربهم تبارك وتعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} .

وأما ما يفعله بعض الكفار بالمسلمين فإنه لواحد من ثلاثة أسباب:

إما أن يكون هذا الكافر جاهلاً بالإسلام وعظمته، وأنه الدين الحق، فيؤذي المسلمين بناءً على جهله به.

أو أن يعلم أن الدين الإسلامي هو الدين الحق ولكنه يؤذي المسلمين عناداً وتجبراً.

أو أن يكون عالماً بفضل الإسلام والمسلمين، ولكنه يفعل هذا الإيذاء حسداً للإسلام وأهله.

ومع ذلك فالمسلمون يؤمنون بأن الإسلام هو دين العزة والكرامة، وهو دين الرفعة في الدنيا والآخرة، من تمسك به رفعه الله، ومن تخاذل عنه فلن يضر إلا نفسه.

لقد علمنا الإسلام - فيما علمنا - أن نكون أعزةً أقوياء فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير " رواه مسلم (٤٨١٦) .

لقد أمرنا الإسلام: بأن يرحم الكبير منا الصغير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا " رواه الترمذي (١٨٤٢) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (١٥٦٥) .

لقد أمرنا الإسلام أن نكون متراحمين فيما بيننا، وفي المقابل أن نكون أعزة على الكافرين أشداء عليهم فقال سبحانه في وصف أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم..} الفتح.

وسمح لنا ديننا أن نتزوج من نساء اليهود والنصارى، ولكن لا يجوز لنا أن نزوجهم بناتنا لأن اليهود والنصارى أقل منزلةً منا ونساؤنا أعلى درجةً منهم، ولا يعلو السافل على العالي. والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه. ونحن نؤمن بأنبياءهم، وهم لم يؤمنوا بنبينا.

وقد أمرنا ديننا أن نُخرجهم من جزيرة العرب وأن لا نبقيهم فيها، لأن جزيرة العرب أرض الرسالة، فلا يجوز أن نلوثها بالكفار الأنجاس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " رواه البخاري (٢٩٣٢) ومسلم (٣٠٨٩) .

وقد نهانا ديننا من الأكل من آنية اليهود والنصارى إلا إن لم نجد غيرها فيجوز لنا الأكل فيها بشرط أن نغسلها غسلاً جيداً. فقال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الأكل من آنية أهل الكتاب: " إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا " رواه البخاري (٥٠٥٦) ومسلم (٣٥٦٧) واللفظ لمسلم.

وقد نهانا ديننا الحنيف أن نتشبه في لباسنا بالكفار، أو أن نقلدهم في طريقة الأكل أو العادات، لأننا نحن الأعلون والكفار هم الأدنون، والعالي لا يتشبه بالداني، بل توعد نبينا من تشبه بالكفار بأنه سوف يلقى مصيرهم في جهنم وبئس المصير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داوود (٣٥١٢) - وقال الألباني عن الحديث: حسن صحيح. انظر صحيح أبي داوود (٣٤٠١) .

وقد أمرنا نبينا أن نقاتل الكفار عند القدرة والاستطاعة وأن نغزوهم في ديارهم وأن نعطيهم ثلاث خيارات قبل أن ندخل أرضهم: إما أن يسلموا ويكونوا مثلنا لهم ما لنا , وعليهم ما علينا، أو يُعطوا الجزية وهم أذلة صاغرون، أو القتال فنستحل أموالهم ونسائهم وأولادهم وديارهم ويكونوا غنيمةً للمسلمين.

إن الإسلام دين سماوي، يربط بين العبد وربه بلا واسطة، فيعبد العبد ربه متى شاء، ويدعوه إذا شاء، فهو مرتبط بربه برابطة العبادة، والإقبال عليه، والتضرع بين يديه، لا يحتاج إلى واسطة الرهبان!!

ولا إلى كرامة الأحبار!! بل يتوجه مباشرة إلى الله الواحد القهار.

إلا أن ما تراه اليوم من هوان المسلمين وتسلط اليهود والنصارى عليهم فسببه تهاون المسلمين عن التمسك بدينهم، وتركهم الإعداد للجهاد في سبيل الله، وحب الدنيا الذي أمات في قلوبهم حب الله والدار الآخرة.

لهذا ترى اليوم دماء المسلين تُراق رخيصةً بلا ثمن، وديارهم تُهدم بلا ثمن، وأرواحهم تُزهق على وهن.

وصدق الله إذ يقول: {وما آصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} .

إن الذلة والهوان هو بما كسبناه نحن معاشر المسلمين، وليس بسبب الإسلام، ولكن إذا ما رجعنا إلى ديننا فسيعود لنا مجدنا وعزتنا.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>