للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجهر والإسرار في نوافل الليل والنهار

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز الجهر في صلاة النفل إن كان في ذلك الخشوع أكثر من قراءة السرية؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الأصل هو الجهر بالقراءة في النوافل التي تؤدى ليلاً، والإسرار بالقراءة فيما يؤدى نهاراً. قال النووي رحمه الله: "أما صلاة العيد والاستسقاء والتراويح وخسوف القمر فيسن فيها الجهر بلا خلاف.

وأما نوافل النهار فيسن فيها الإسرار بلا خلاف.

وأما نوافل الليل غير التراويح فقال صاحب التتمة: يجهر فيها , وقال القاضي حسين وصاحب التهذيب: يتوسط بين الجهر والإسرار.

وأما السنن الراتبة مع الفرائض: فيسر بها كلها باتفاق أصحابنا. ونقل القاضي عياض في شرح مسلم عن بعض السلف الجهر في سنة الصبح , وعن الجمهور الإسرار كمذهبنا" انتهى ...

ثم ذكر النووي رحمه الله جملة من الأحاديث الواردة في ذلك.

انظر: "المجموع" (٣/٣٥٧) .

وقال في "كشاف القناع" (١/٤٤١) : "وكره لكل مصل جهر بقراءة نهارا في نفل غير كسوف , واستسقاء، وفي قراءة صلاة نفل ليلا يراعي المصلحة فإن كان بحضرته، أو قريبا منه، من يتأذى بجهره، أسر، وإن كان من ينتفع بجهره، جهر.

قال المحب ابن نصر الله الكتاني: والأظهر أن النهار هنا من طلوع شمس لا من طلوع فجر , والليل من غروبها إلى طلوعها" انتهى بتصرف واختصار.

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (١٦/١٨٩) : "لا خلاف بين الفقهاء في سنّيّة الإسرار في نوافل النّهار المطلقة" انتهى.

وإذا جهر المصلي بالقراءة في نافلة النهار لكون ذلك أدعى لخشوعه وانتباهه، فلا حرج عليه، غير أن السنة والأفضل: الإسرار.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يجوز رفع الصوت بالقراءة في الصلاة قليلاً بحيث لا يسمع ذلك إلا أنا ; لأنني والحال ما ذكر أكون أكثر خشوعاً؟

فأجاب: "إذا كان الإنسان يصلي لنفسه شُرع له أن يفعل ما هو أصلح لقلبه من الجهر والإسرار إذا كان في صلاة النافلة ليلا ولم يتأذ بجهره أحد. فإذا كان حوله من يتأذى بجهره كالمصلين والقراء والنوّم شرع له خفض الصوت.

أما في الصلاة النهارية كصلاة الضحى والرواتب وصلاة الظهر والعصر , فإن السنة فيها الإسرار، ويشرع للإمام أن يجهر بعض الأحيان ببعض الآيات لقول أبي قتادة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعنا الآية أحياناً , يعني: في صلاة الظهر والعصر، والله ولي التوفيق" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (١١/١٢٦) .

وانظر جواب السؤال رقم (٦٧٦١٨) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>