للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا غيبة لمجهول

[السُّؤَالُ]

ـ[هل غيبة الشخص بدون ذكر اسمه من الأمور المحرمة؟ وهل إذا اغتبته بشيء لا ينفعه ولا يضره من الكلام يكون من الغيبة المحرمة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

الغيبة هي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بشيء يكرهه لو سمعه، سواء كان ذلك يتعلق بأخلاقه أو بلبسه أو بشكله أو بغير ذلك.

والغيبة من الأمور المحرمة التي جاءت الشريعة بتحريمها، قال الله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات/١٢.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكرُك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه) . رواه مسلم (٢٥٨٩) .

وللفائدة راجع جواب السؤال رقم (٩٧٨٤) و (٢٣٣٢٨) .

ثانياً:

الغيبة لا تكون إلا مع تعيين الشخص المتكلم عنه، أو الإبهام مع معرفة السامعين بالمتكلم عنه؛ لأن معرفتهم حينئذ تنزل منزلة التعيين، وأما مجرد ذكر الفعل دون ذكر تعيين الشخص، فهذا ليس بغيبة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) ، وغيره من الأحاديث التي فيها ذكر أفعال دون ذكر أصحابها تحذيراً من فعلها.

فعلى هذا إذا كان الشخص الذي تكلمت عنه غير معروف لدى السامعين، بل هو مجهول لديهم، فهذا ليس بغيبة.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>