للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم الاستعانة والاستغاثة بالجن

[السُّؤَالُ]

ـ[بعض الناس إذا أراد أن يدعو على شخص قال: (يا جن خذوه، يا عفاريت انفروا به، سبعة أخذوك، كسروا ظهرك، امتصوا دمك) ، فما حكم هذه الأقوال؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا شرك، ومن الاستغاثة بالجن، ويفعله بعض الناس لما للجن من رهبة في قلوبهم، وخشية من سطوتهم، ولأن القلوب الفارغة من صدق الإيمان بالله، وصدق التوكل عليه، ركنت إلى هذه الأوهام واستغاثت بمخلوقات لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فضلا عن أن تملكه لغيرها.

ولما سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن هذا الفعل قال: (هذا أقبح من الشرك بالله سبحانه، فالواجب تركه، والحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والإنكار على من فعله، ومن عرف من الناس بهذه الأعمال الشركية، لم تجز مناكحته، ولا أكل ذبيحته، ولا الصلاة عليه، ولا الصلاة خلفه، حتى يعلن التوبة إلى الله سبحانه من ذلك ويخلص الدعاء والعبادة لله وحده) (إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله ص ٣٠) .

أما اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء فقد نصت فتواها على أن (الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة، لأنه نوع من الاستمتاع بالجن بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه، واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى: " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس، وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا، قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم، وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون " الأنعام: ١٢٨ - ١٢٩، وقال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن: ٦، فاستغاثة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعانته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك، ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام لقوله تعالى: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " الزمر: ٦٥، ومن عرف عنه ذلك فلا يصلى عليه إذا مات، ولا تتبع جنازته، ولا يدفن في مقابر المسلمين) (فتاوى اللجنة الدائمة ١/ ٤٠٧-٤٠٨)

أما جاهلية الاستغاثة والاستعانة والتوكل فيما بينهم فاسمع إلى كلماتهم الشركية:

أنا بالله وبك، أنا في حسب الله وحسبك، ما لي إلا الله وأنت، أنا عاني الله وعانيك، أنا متوكل على الله وعليك، هذا من الله ومنك، الله لي في السماء وأنت لي في الأرض.. إلخ.

ولا شك أن هذه الألفاظ من الألفاظ الشركية لأنهم جعلوا المخلوق ندا للخالق، تعالى ربنا عن ذلك.

أما جبريل عليه السلام ومحمد عليه السلام فيدعيان من دون الله بقول الجهلة: يا جبريل اجبرني، يا محمد اشفع لي!! والله المستعان.

[الْمَصْدَرُ]

كتيب عادات وألفاظ تخالف دين الله الحق للدكتور محمد بن سعيد القحطاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>