للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسأل عن المخلص للإسلام

[السُّؤَالُ]

ـ[من هو مسيح (المخلص المنتظر) الإسلام؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يعلِّق المسلمون آمالهم على من يخلصهم كما هو الأمر عند اليهود والنصارى والرافضة – الشيعة -، فأمر الإسلام تمَّ وأحكامه كملت، ولعل المقصود من السؤال هو " المهدي "، وهو لا يعدو كونه رجلاً من مصلحي هذه الأمة يملأ الله الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، وهو مثل غيره من المصلحين يسير على الكتاب والسنَّة ويحكم بهما.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:

أمر المهدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم: تواترها، وهي متواترة تواترا معنويا لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق وهو (محمد بن عبد الله العلوي الحسني) من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل للأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم العدل والحق ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلا وهداية وتوفيقا وإرشادا للناس.

وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغير: فيها الصحيح وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره، وسواء كان حسنا لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضا فإنها حجة عند أهل العلم. فإن المقبول عندهم أربعة أقسام: صحيح لذاته، وصحيح لغيره، وحسن لذاته، وحسن لغيره.

هذا ما عدا المتواتر، أما المتواتر فكله مقبول سواء كان تواتره لفظيا أو معنويا، فأحاديث المهدي من هذا الباب متواترة تواترا معنويا، فتقبل بتواترها من جهة اختلاف ألفاظها ومعانيها وكثرة طرقها وتعدد مخارجها، ونص أهل العلم الموثوق بهم على ثبوتها وتواترها.

وقد رأينا أهل العلم أثبتوا أشياء كثيرة بأقل من ذلك، والحق أن جمهور أهل العلم- بل هو اتفاق منهم- على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان.

أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك.

" الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي " للشيخ عبد المحسن العبَّاد (ص ١٥٧) وكان كلام الشيخ ابن باز تعليقاً على محاضرة الشيخ العباد.

وهذه بعض المعلومات عن المهدي:

اسمه: محمد بن عبد الله.

صفته: أجلى الجبهة أقنى الأنف.

ومعنى أجلى الجبهة: أي: انحسر الشعر عن مقدمة الرأس، و " أقنى الأنف ": قَالَ فِي النِّهَايَة: اِلْقَنَا فِي الْأَنْف طُوله وَدِقَّة أَرْنَبَته مَعَ ارتفاع فِي وَسَطه اهـ بتصرف يسير. والمراد من ارتفاع أنفه أن قصبة أنفه ليست منخفضة ولا منفرشة فإنها هيئة مكروهة. قاله القاري في شرح مشكاة المصابيح (١٠/١٧٥) .

وقت ظهوره: في آخر الزمان، قريب من قيام الساعة، ويكون بعده نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

وهذه بعض الأحاديث الواردة فيه:

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين ". رواه أبو داود (٤٢٨٥) . وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي ". رواه الترمذي (٢٢٣٥) . قال الشيخ الألباني: حسن صحيح

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ".

رواه مسلم (١٥٦) .

والأمير المذكور في الحديث هو المهدي.

وللاستزادة من أخبار المهدي فليراجع السؤال رقم (١٢٥٢) .

تنبيه:

يخطئ بعض الناس في فهم أحاديث المهدي أو نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فيترك العمل للإسلام والدعوة إلى الله انتظاراً منه لنزول المسيح أو خروج المهدي، هذا الفهم خاطئ بلا شك، فالواجب على المسلمين السعي لإعلاء كلمة الله تعالى، وإظهار دينه وإيصال دعوة الحق إلى جميع الناس، ولنا أن نتصور ما كان سيصل إليه حال المسلمين من الانحطاط والضعف لو أن المسلمين السابقين فهموا هذا الفهم الخاطئ وعملوا به، هل كانوا سيهزمون التتار أو الصليبين، وهل كانوا سيفتحون البلاد، وللمزيد يراجع السؤال رقم (٢١٢٢١)

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>