الجمع بين المغرب والعشاء بسبب حظر التجول
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن في العراق عندنا في بلدتنا حظر للتجوال يبدأ الساعة العاشرة مساء، وإمام مسجدنا قليل الفقه، أصبح يجمع صلاة المغرب والعشاء معا، فيصلي المغرب ثلاث ركعات ثم بعدها يجمع العشاء أربع ركعات بعد صلاة المغرب، ثم بعد ذلك يؤذن لصلاة العشاء في وقت صلاة العشاء.
فهل عمله هذا موافق للكتاب والسنة أم ماذا؟ وما هي صيغة صلاة الخوف الشرعية؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
نعم، يجوز في حالتكم هذه الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، وقد ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجمع بين الصلاتين بسبب المطر، فقد روى مسلم (٧٠٥) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا مَطَرٍ. قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.
فنفيُ ابن عباس رضي الله عنه الخوف والمطر، دليل على أنهما من أسباب الجمع بين الصلاتين.
قال شيخ الإسلام:
" يجوز الجمع بين العشاءين للمطر والريح الشديدة الباردة والوحل الشديد. وهذا أصح قولي العلماء وهو ظاهر مذهب أحمد ومالك وغيرهما " انتهى.
وقال أيضاً:
" يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك وإن لم يكن المطر نازلا في أصح قولي العلماء، وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنة، إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين. والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع: كمالك والشافعي وأحمد " انتهى. "مجموع الفتاوى" (٢٤/٣٠) .
وحالتكم هذه أولى من الجمع بسبب المطر بلا شك.
ثانياً:
وهذا الجمع إنما هو لمن كان من أهل الجماعة، أما المريض الذي يصلي في بيته، أو المرأة التي تصلي في بيتها فلا يجوز لهما الجمع.
قال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (٤/٢٨٨) :
" أما إذا كان يصلي في بيته لمرض وهو لا يحضر المسجد لا يجوز له أن يجمع، لأنه لا يستفيد شيئاً، أو كانت امرأة فإنه لا يجوز لها الجمع من أجل المطر، لأنها لا تستفيد بالجمع شيئاً، فهي ليست من أهل الجماعة " انتهى.
وانظر جواب السؤال (٣١١٧٢) .
ثالثاً:
وأما أذانه العشاء بعد ذلك في وقتها فلا حرج فيه، حتى يعلم من يصلي في بيته كالنساء والمرضى بدخول وقت صلاة العشاء.
رابعاًَ:
وصفك إمام مسجدكم بأنه قليل الفقه من أجل أنه يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء خطأ ظاهر، بعد ما تبين أن فعله هذا صحيح بدلالة ما سبق.
فكان عليك أن تتمهل، ولا تتسرع في إنكار الشيء إلا إذا تبين لك أنه منكر، ولا تنسب أخاك إلى الجهل من غير بينة.
خامساً:
وأما صفة صلاة الخوف فلها عدة صفات على حسب حال الخوف، وكون العدو في جهة القبلة أم في غيرها، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال (٣٦٨٩٦) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب