مشاركة النساء في الغرف الصوتية الدعوية وما يترتب عليها من مفاسد
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ يدخل بعض النساء والفتيات للغرف الصوتية الدعوية لا لغرض الدعوة بل بحثاً عن زوج، وتحاول استمالة الإخوة الدعاة بطرق كثيرة، فمثلاً: تحاول أن تسأله عن أمر ما أو مسألة وذلك حتى توقعه في علاقة فيتبادلون كلمات الإعجاب، وذلك رغبة منها في الزواج، وقد تعرض لذلك عدد من الإخوة الدعاة، وانتكس حاله، والأدهى من ذلك هو أن بعض الإخوة جزاهم الله خيراً عندما ينتبهون من غفلتهم يقطعون تلك العلاقات فتقوم قائمة هؤلاء النسوة فيما بعد بالتحدث في عرض هؤلاء الدعاة رغم أنهن تعمدن فتنتهم، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
يجوز للمرأة أن تشارك في المنتديات العامة وفق ضوابط وشروط سبق بيانها في جواب السؤال رقم ٨٢١٩٦
ومنها: " " تجنب إعطاء البريد، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال، ولو كان ذلك لطلب مساعدة؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا ".
ولهذا فنصيحتنا للنساء أن يتقين الله تعالى، وأن يتجنبن المراسلة الخاصة وعبارات الثناء والإعجاب وأن يعلمن أن حرصهن على الزواج لا يبيح لهن ذلك، وما يدريهن فربما فتن المتحدث بكلام المرأة وتعاملها ولم يخطر بباله أن يتزوج منها، وربما فتنت هي، وتمادت في الحرام، وأغراها الشيطان بالاستمرار ولو علمت عدم إمكانية الزواج.
ولهذا كان الصواب منع المحادثة الخاصة والمراسلة بين الرجل والمرأة، لما يترتب عليها من البلاء والشر.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم ٣٤٨٤١ ورقم ١٢٠٢٦٨.
ثانيا:
نصيحتنا للرجال أن يتقوا الله تعالى، وأن يحذروا فتنة النساء، وألا يركن أحد منهم إلى علمه أو تقواه أو ثقته بنفسه، وحسبه قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) رواه مسلم (٢٧٤٢) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ) رواه البخاري (٥٠٩٦) ومسلم (٢٧٤٠) .
وينبغي للداعية وطالب العلم أن يتعامل بحذر مع الأسئلة والاتصالات والمشاركات التي ترد إليه، وأن يكون متيقظ القلب لما قد تشتمل عليه من الإغراء أو الإعجاب، وأن يئد الفتنة في مهدها، وأن يكون قدوة للرجال والنساء، فإذا ما رأى مخالفة أنكرها، ونصح وبَيَّن، وإذا ما شعر بتساهل المرأة أوقفها عند حدها، وقطع حديثها، وتجاهل اتصالها أو مشاركتها، مستشعراً مراقبة الله تعالى له، واطلاعه على باطن أمره، حامدا ربه على نعمة العلم والفهم، مدركا أن الله قد يبتلي أمثاله بسلب العلم، وطمس البصيرة، كما جرى لبعض علماء بني إسرائيل، قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف/١٧٥، ١٧٦.
والواقع يشهد أن بعض الصالحين أو من يُرى كذلك، إنما جاء انحرافهم من قبل التساهل في الحديث مع النساء، عبر الإنترنت وغيره، وإذا خسر الإنسان دينه فما عساه أن يربح ويكسب!
وينظر للاعتبار جواب السؤال رقم ٩٨١٠٧ ورقم ٦٦٢٦٦.
وينبغي للقائمين على هذه الغرف الدعوية أن يقوموا بالحسبة، وأن يعينوا إخوانهم على الابتعاد عن مواطن الفتن، وأن يمنعوا مشاركة من يُخشى شره من النساء أو الرجال، وألا يستضيفوا إلا من عرف بالصلاح والتقوى حتى لا تصبح هذه الغرف مجالا للظهور والتمشيخ والترأس.
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب