للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلبس أكماما بلون البشرة وقد تنحسر العباءة عن ذراعيها

[السُّؤَالُ]

ـ[زوجتي محجبة، وتلبس ثياباً فضفاضة، وغالباً ما تكون أكمامها واسعة، وحرصاً منها على ألا يظهر من جسدها شيء، تلبس أكماماً منفصلة تحت العباءة، حتى إذا رفعت ذراعها لم يظهر شيء من جسمها، إلا أن هذه الأكمام لونها قريب من لون البشرة، فيخيل للرائي أنه ذراعها وليس لباساً، ولما نصحتها أن ترتدي أكماماً من نفس لون العباءة، رفضت وقالت إنها غير مسئولة عن تفكير الآخرين ولا يعنيها إن كان الناظر يهيأ له إن كان ما يراه هو ذراعها أم أكمام قماش، فكل ما يعنيها أنها قد سترت كل جزء في جسمها ولا عليها غير ذلك، وأنها بذلك أفضل من كثيرات جدا متدينات، ولا يتحرين مثلما تحرت في اللباس.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

سبق بيان الصفات الواجب توفرها في اللباس الشرعي، في جواب السؤال رقم (٦٩٩١) .

ومن هذه الصفات أن يكون اللباس سميكاً لا يشف عما تحته، ولا يظهر لون البشرة.

وإذا لبست المرأة أكماما بلون قريب من لون البشرة، وكانت تظهر عند انحسار عباءتها عن ذراعيها، فيظن الرائي أن ذلك بشرتها، فهذا منافٍ للحكمة التي وجب لأجلها الحجاب، وهي حماية المرأة، ومنع الفتنة بها.

ولهذا ينبغي تضييق طرف الكم حتى لا ينحسر عن الذراع، أو لبس ملابس غير ملفتة للنظر تحت العباءة.

إذ ليس المطلوب فقط ستر العضو بساتر كيفما اتفق، وإنما المطلوب مع الستر: منع ما يلتفت النظر ويثير الانتباه، ويسبب الفتنة، ولهذا تمنع المرأة من اللباس الضيق، وتمنع من اللباس المزيَّن الذي يلفت الأنظار إليها، حتى لو كان ساتراً.

كما منعت المرأة من أن تضرب برجلها أثناء سيرها حتى لا تلفت الانتباه لزينتها، كما قال تعالى: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) النور/٣١.

والمقصود أن مراعاة الآخرين مطلوبة في باب الستر، وعلى المرأة المؤمنة أن تكون قدوة لغيرها، وأن لا تضع نفسها مواضع التهم، وألا تقنع بكونها أفضل من غيرها، بل تسعى للكمال الممكن قدر طاقتها.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>