ـ[هل الأفضل أن أقرأ القرآن وأنا أنظر إلى المصحف، أو أقرأ حفظاً؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أما في الصلاة؛ فالأفضل أن يقرأ من حفظه. راجع السؤال رقم (٣٤٦٥) .
وأما خارج الصلاة؛ فالأفضل في هذا أن يفعل الإنسان ما يزداد به خشوعه، فإن كان يزيد خشوعه بالقراءة من حفظه، فهو أفضل، وإن كان يزيد خشوعه بالقراءة من المصحف فهو أفضل، فإن استوى خشوعه في الحالين فالقراءة من المصحف أفضل، لأنه يجمع بين القراءة والنظر، ويحفظ بصره من الالتفات إلى ما يشغله عن القراءة والتدبر.
قال النووي في:" الأذكار "(ص ٩٠-٩١) :
قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة من حفظه، هكذا قال أصحابنا، وهو مشهور عن السلف رضي الله عنهم، وهذا ليس على إطلاقه، بل إن كان القارئ من حفظه يحصل له من التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر أكثر مما يحصل من المصحف فالقراءة من الحفظ أفضل وإن استويا فمن المصحف أفضل، وهذا مراد السلف اهـ.
وقد رويت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث ضعيفة لا يصح الاستدلال بها في فضل النظر في المصحف. نذكرها للتنبيه على ضعفها، منها:
حديث:(النظر في المصحف عبادة، ونظر الولد إلى الوالدين عبادة، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادة) . وهو حديث موضوع، كما قال الألباني في السلسلة الضعيفة (١/٥٣١) .
وحديث:(أعطوا أعينكم حظها من العبادة: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه) وهو موضوع كذلك [سلسلة الأحاديث الضعيفة ٤/٨٨] .
وحيث:(خمس من العبادة: قلة الطعام، والقعود في المساجد، والنظر إلى الكعبة، والنظر في المصحف، والنظر إلى وجه العالم) . وهو حديث ضعيف جدا [ضعيف الجامع الصغير رقم:٢٨٥٥] .