للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفرق بين الجمع والقصر

[السُّؤَالُ]

ـ[ما الفرق بين الجمع والقصر؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الفروق بين الجمع والقصر كثيرة، منها:

أولا: التعريف.

القصر معناه: أن تصير الصلاة الرباعية ركعتين في السفر.

أما الجمع: فهو أن يجمع المصلي بين صلاتي الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، في وقت الأولى منهما ويسمى "جمع تقديم"، أو في وقت الثانية ويسمى "جمع تأخير".

ثانيا: الحكم الشرعي.

اتفق العلماء على أن قصر الصلاة أفضل للمسافر من إكمالها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قصر في جميع أسفاره، ولم يصح عنه أنه أتم في السفر.

قال ابن عمر رضي الله عنهما: (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ لَا يَزِيدُ فِى السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ رضى الله عنهم) رواه البخاري (١١٠٢) .

بل ذهب الحنفية إلى وجوب قصر الصلاة للمسافر، والصحيح قول الجمهور: أن القصر سنة مؤكدة، وأنه أفضل من إتمام الصلاة.

انظر: "الإجماع" لابن المنذر (٢٧) ، "المغني" (١/٣٨٢) ، "الموسوعة الفقهية" (٢٧/٢٧٤)

أما الجمع بين الصلاتين فلم يجمع العلماء على جوازه إلا للحاج في عرفة ومزدلفة، وأنكر بعض العلماء جواز الجمع في غير هذين الموضعين.

والصحيح ما ذهب إليه جمهور العلماء من جواز الجمع إذا وجد العذر، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير عرفة ومزدلفة.

ثالثا: الأسباب المبيحة للجمع والقصر.

الأسباب المبيحة للجمع بين الصلاتين أوسع من أسباب القصر، فالجمع جائز لكل مسافر، وللمقيم إذا كان عليه مشقة في أداء كل صلاة في وقتها، كالمريض، أو إذا كان هناك مطر، أو المشغول بعمل يتعذر تأجيله، كالطالب في امتحانه، والطبيب الذي يجري عملية جراحية ونحو ذلك.

أما القصر فلا يجوز إلا في السفر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (٢٢/٢٩٣) :

" والقصر سببه السفر خاصة، لا يجوز في غير السفر، وأما الجمع فسببه الحاجة والعذر، فإذا احتاج إليه جمع في السفر القصير والطويل، وكذلك الجمع للمطر ونحوه، وللمرض ونحوه، ولغير ذلك من الأسباب، فإن المقصود به رفع الحرج عن الأمة " انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين في "اللقاء الشهري" (٦٠/١١) :

" الجمع أوسع من القصر" انتهى. يعني: أن أسبابه أكثر.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>