للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يثبت شيء مرفوع في الدعاء عند دخول مكة

[السُّؤَالُ]

ـ[هذه الأذكار جمعها أحد محبي العمرة، وكان يريد نشرها بين المعتمرين، فتوقف حتى يعود إليكم مشكورين في بيان الصحيح والسقيم، منها أذكار يحتاج إليها المعتمر: ما يقول عند دخول مكة: " اللهم إن هذا البلد بلدك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، والعبد عبدك , وأنا عبدك، جئتك من بلاد بعيدة، بذنوب كثيرة، وأعمال سيئة، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي ".]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لم يصح هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره بعض الفقهاء، توسعا في تعليم الناس بعض الأدعية المناسبة، وغاية ما جاء في روايته ما ذكره الماوردي في "الحاوي في الفقه الشافعي" (٤/١٣١) قال:

" يستحب لمن دخل مكة، أن يدخلها بخشوع قلب، وخضوع جسد، داعيا بالمعونة والتيسير، ويكون من دعائه، ما رواه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند دخوله: (اللهم هذا البلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وأؤم طاعتك، متبعا لأمرك، راضيا بقدرك، مسلما لأمرك، أسألك مسألة المضطر إليك، المشفق من عذابك، خائفا لعقوبتك، أن تستقبلني بعفوك، وأن تتجاوز عني برحمتك، وأن تدخلني جنتك) انتهى باختصار.

وعَلَّق الحافظ ابن حجر على كلام الماوردي هذا، فقال:

" لم يسنده الماوردي، ولا وجدته موصولا، وجعفر هذا هو الصادق، وأبوه محمد هو باقر، وأما جده، فإن كان الضمير لمحمد، فهو حسين بن علي، ويحتمل أن يريد أباه علي بن أبي طالب؛ لأنه جده الأعلى، وعلى الأول يكون مرسلا، وقد وجدت في "مسند الفردوس " من حديث ابن مسعود قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت وضع يده على الكعبة فقال: اللهم البيت بيتك، ونحن عبيدك، نواصينا بيدك ... فذكره حديثا، وسنده ضعيف " انتهى. نقلا عن ابن علان في "شرح الأذكار".

فالصواب عدم التزام هذا الدعاء وتعليمه الناس على هذه الهيئة، لما يُخشى أن يكون من الابتداع في الدين، وقد عده الشيخ الألباني في "صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم" من البدع الممنوعة (انظر بدعة رقم/٤٤) ، فالواجب حذفه من كل النشرات التي تحتوي أدعية خاصة لمناسك الحج والعمرة، ومن أراد أن يدعو به دون التزام ولا اعتقاد فضيلة خاصة له، فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>