ـ[ما صحة هذا الحديث؟ وما واجبنا تجاه مصيبة انتشار الأحاديث الموضوعة؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(من ذُكِرتُ عنده فلم يصلّ عليّ فقد شقي) ما صحة هذا الحديث؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
هذا الحديث يُروَى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد شقي) .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(٤/١٦٢) وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(٣٨٠) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن الفضل بن مبشر، عن جابر به.
وهذا إسناد ضعيف بسبب الفضل بن مبشر، ولذلك قال النووي رحمه الله في "الأذكار"(ص/١٥٥) : إسناده ضعيف. وضعفه السخاوي في "القول البديع"(ص/٢١٣) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد"(٣/١٤٠) ، والشوكاني في "الفتح الرباني"(١٢/٥٨٤٢) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله:"هذا إسناد ضعيف؛ الفضل هذا قد اتفقوا على تضعيفه.
وأما ابن مغراء فمختلف فيه، وقد مشاه غير واحد في غير روايته عن الأعمش" انتهى باختصار.
"السلسلة الضعيفة"(٥٢٢٣) .
ويغني عن هذا الحديث في الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، وذم من ترك ذلك ما رواه الإمام أحمد (١٧٣٨) عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيّ) وصححه الألباني في "إرواء الغليل"(٥) .
وانظر جواب السؤال رقم:(١٢٨٧٩٦) .
ثانياً:
أما واجبنا نحو الأحاديث الموضوعة، فالواجب على المسلم أن يتثبت في كل حديث يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن تبين به أن صحيح حدث به، وإن تبين له أن ضعيف أو موضوع سكت عنه، إلا إذا بين للناس أنه ضعيف أو موضوع ليحذروا منه.