يؤخر الصلاة لرجوعه من العمل مرهقا، ولأنه لن يخشع في صلاته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم تأخير الصلاة بعد الرجوع من الدوام، أو بعد التعب الشديد بالرغم أنه لو صليت لا يكون هناك خشوع نهائياً؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله يجب على الرجل البالغ القادر أن يصلي الصلوات الخمس جماعة في المسجد؛ لأدلة كثيرة سبق بيانها في جواب السؤال رقم (٨٩١٨) ، ورقم (٢١٤٩٨) . وما دمت مستيقظا، وقد حضرت الصلاة، فعليك أن تخرج لأدائها، ولا تلتفت إلى ما يوسوس به الشيطان والنفس الأمارة بالسوء من عدم وجود الخشوع حينئذ، فإنك إذا اعتدت الخروج للمسجد سهل عليك الأمر، ووجدت الخشوع والاطمئنان، ثم اجعل وقت راحتك بعد ذلك. وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: غالبا ما تفوتني صلاة العصر، وأصليها في المنزل، وذلك بسبب عملي الذي لا ينتهي إلا بأذان العصر، وأخرج من العمل وأنا مرهق، وليس لدي وقت للراحة والأكل، ولا أقدر على الصلاة في وقتها، فهل يصح لي الصلاة في البيت وتأخير الصلاة عن وقتها؟ فأجاب:" ليس ما ذكرته عذرا يسوغ لك تأخير الصلاة مع الجماعة، بل الواجب عليك أن تبادر إليها مع إخوانك المسلمين في بيوت الله عز وجل، ثم تكون الراحة وتناول الطعام بعد ذلك؛ لأن الله سبحانه أوجب عليك أداء الصلاة في وقتها مع إخوانك المسلمين في الجماعة، وليس ما ذكرته عذرا شرعيا في تأخيرها، ولكن ذلك من خداع الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، ومن ضعف الإيمان، وقلة الخوف من الله عز وجل، فاحذر هواك وشيطانك ونفسك الأمارة بالسوء تحمد العاقبة، وتفوز بالنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة، وقاك الله شر نفسك، وأعاذك من نزغات الشيطان " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز"(١٠/٣٧٩) . والله أعلم.