للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معنى التغني بالقرآن

[السُّؤَالُ]

ـ[ما معنى التغني بالقرآن؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

"جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) وحديث: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) ومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.

ومعنى الحديث المتقدم: (ما أذن الله) أي: ما استمع الله (كإذنه) أي: استماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه، مثل سائر الصفات، يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات، على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى/١١، والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه، حتى يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن، حتى تخشع، وحتى تطمئن، وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ، فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام، وقال: (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيراً. ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب، ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا" انتهى.

"مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله" (١١/٣٤٨- ٣٥٠) .

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>