حديث (يا علي! لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء) لا يصح
[السُّؤَالُ]
ـ[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي! لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي: ١- قراءة القرآن الكريم كله. ٢- التصدق بأربعة آلاف درهم. ٣- زيارة الكعبة المشرفة. ٤- حفظ مكانك في الجنة. ٥- إرضاء الخصوم. فقال علي رضي الله عنه وأرضاه: وكيف يا رسول الله؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أما تعلم يا علي أنك: ١- إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله. ٢- إذا قرأت (سورة الفاتحة) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة آلاف درهم. ٣- إذا قلت (لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات فقد زرت الكعبة المشرفة. ٤- إذا قلت (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة. ٥- إذا قلت (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم , وأتوب إليه) عشر مرات فقد أرضيت الخصوم. سمعت أن هذا الحديث باطل، وأنا اعتقادي أنه صحيح، وأرجو الإفادة. وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
جاء في "مجموع فتاوى ابن باز" (٢٦/٣٢٨-٣٣٠) :
" نشرة تتضمن أحاديث مكذوبة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أجاب عنها سماحته بتاريخ ٢٥ ١ ١٤١٤ هـ:
فقد اطلعت على نشر ة مصدرة بما نصه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا علي لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله، والتصدق بأربعة آلاف درهم، وزيارة الكعبة، وحفظ مكانك في الجنة، وإرضاء الخصوم، قال علي: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تعلم أنك: إذا قرأت سورة الإخلاص الآية ١ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم، وإذا قلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زرت الكعبة، وإذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة، وإذا قلت: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم)
ولكون ما تضمنته هذه النشرة لم يرد في كتاب من كتب الحديث المعتمدة، بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم..
ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين من الاغترار بهذا الحديث وأمثاله من الأخبار الموضوعة أو العمل على طبعها أو نشرها بين المسلمين لما في ذلك من تضليل العامة والتلبيس عليهم والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وعد المتعمد له بالوعيد العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن كذبا علي ليس ككذب على غيري، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) صحيح البخاري (١٢٢٩) , صحيح مسلم مقدمة (٤)
وقال: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) صحيح مسلم مقدمة (١)
وفي الأخبار الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم المدونة في كتاب الحديث المعتمدة من الصحاح والسنن والمسانيد غنية لمن وفقه الله إلى الخير عن اللجوء إلى أخبار الكذابين والوضاعين، أسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح ويجنب الجميع طرق الضلال والانحراف إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء.
وقد سبقت الإجابة على هذا الحديث في جواب السؤال رقم (٣٠٧٦٥) جاء فيها نقلان في تضعيف هذا الحديث: عن الشيخ ابن عثيمين وعن اللجنة الدائمة.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب