للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعاء الإمام والمأمومين جماعة عقب صلاة الجمعة

[السُّؤَالُ]

ـ[نصلي ركعتي فرض الجمعة، بعدها يستدير الإمام وندعو جميعاً. فهل ما نقوم به صحيح؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الذي ينبغي للمؤمن أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، في فعله وتركه، فيفعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ويترك ما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) الأحزاب/٢١.

ودعاء الإمام بعد صلاة الفريضة ـ الجمعة أو غيرها ـ وتأمين المأمومين، لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا فعله أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

وعلى هذا؛ فيدخل هذا الفعل في البدعة المذمومة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داود (٤٦٠٧) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري (٢٦٩٧) ومسلم (١٧١٨) واللفظ له.

وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه "الاعتصام" (١/٣٤٩-٣٥٥) الدعاء الجماعي بعد الصلوات المكتوبة، وبَيَّن أن ذلك بدعة، لأنه لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولا الأئمة بعدهم.

فالواجب ترك هذه البدعة، والحرص على الأذكار والأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها بعد الصلاة، ومن أراد الدعاء فليدع سراً.

وانظر جواب السؤال رقم (١٠٤٩١) و (٢١٩٧٦) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>