للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا لبست النقاب قد لا تجد عملا

[السُّؤَالُ]

ـ[قد سمعت فتاوى كثيرة عن النقاب، منهم من أجازه ومنهم من قال إنه فرض، وفي بلدنا من الصعب الحصول على عمل وأنا بالنقاب - مع العلم بحاجتنا للمال فماذا أفعل؟ وأشعر أنه من واجبي تأمين حياة كريمة لوالدي، مع العلم أنني أرتدي الخمار.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الذي دلت عليه الأدلة الصحيحة هو وجوب ستر المرأة لوجهها عن الرجال الأجانب، وهو القول الموافق لمقاصد الشريعة الداعية إلى الستر والصيانة وسد الذريعة إلى الفتنة، وقد سبق بيان أدلة هذا القول في جواب السؤال رقم (١٢٠٠) .

وأما العمل؛ فإن كان خاليا من المحاذير الشرعية ومنها التبرج والاختلاط، فلا حرج فيه، وعليك أن تتقي الله تعالى، وأن تحرصي على امتثال أوامره، واجتناب ونواهيه، واعلمي أن ذلك من أسباب الزرق الحسن، والحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/٩٧، وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/٢،٣.

ولا يجوز لأحد أن يستعجل الرزق المقدّر بارتكاب الحرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٢٠٨٥) .

فأيقني بأن الرزق من عند الله تعالى، وأنه ينال بطاعته سبحانه، وابحثي عن العمل المباح وستجديه إن شاء الله.

وينظر جواب السؤال رقم (٩٣١٤٥) للفائدة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>