للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تريد الطلاق وهو لا يريد أن يطلقها

[السُّؤَالُ]

ـ[لي أخت وهي متزوجة، ولكن زوجها لم يدخل عليها بعد، كل شيء كان على ما يرام إلى أن قالت أختي فجأة إنها لم ترغب المعيشة مع زوجها لأنها أصبحت لا تحبه، وهما لم يعيشا مع بعضهما في بيتهما كزوج وزوجة، لما سمع زوجها هذا الكلام منها ثار ولم يرد طلاقها، وأختي مصرَّة أنها لا تريد المعيشة معه وهو مصر أن لا يطلقها، ونحن نقول لها إنها لا تستطيع الطلاق منه بدون سبب شرعي بالحجة، ولكن هي تقول إنه سريع الغضب، ويفشي الأسرار، مع العلم أنها لم تعش معه في بيت واحد، وزوجها يعترف بذلك ويقول إنه سيصلح نفسه. فما هو الحل الشرعي لهذه المسألة الصعبة؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إذا كان الزوج يعطي زوجته حقوقها الشرعية، فحرام عليها طلب الطلاق لقوله عليه الصلاة والسلام: " أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة " رواه الترمذي (١١٨٧) وأبو داود (٢٢٢٦) وابن ماجه (٢٠٥٥) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

ومعنى قوله: " في غير ما بأس ": أي الشدّة المُلْجِئة إلى الطلاق.

فإذا تضررت الزوجة، واشتد عليها الحال لتقصير الزوج في حقها، ومنعه لحقوقها أو لسوء أخلاقه ونحو ذلك من الأسباب: فلها أن تطلب الطلاق، وترفع إلى القاضي وتشرح له الأمر وهو بدوره يطالب الزوج بأداء حقوقها أو أن يطلقها.

وإن اكتشفت فيه أخلاقاً سيئة فإنها لا تتعجل بطلب الطلاق بل عليها أن تتودد له، وتنصحه بالتي هي أحسن، وتعينه على تغيير أخلاقه إلى ما هو أفضل، وهو معترف بما هو عليه ووعد بإصلاح نفسه، وهذه خطوة إيجابية من الزوج وهي الخطوة الأولى في معالجة الأخطاء، فينبغي للمرأة أن تكون عوناً لزوجها على الخير، ولو أن كل امرأة أرادت الطلاق لسرعة غضب زوجها، أو لنقله كلاماً دار بينه وبين زوجته، أو ما شابه ذلك من الأخطاء لما بقي بيتٌ إلا وتفرق أهله وتشتت أبناؤه.

ولزيادة البيان: انظر جواب السؤال (٣٧٥٨) و (١٢٤٩٦) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>