للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تبرُّ حماتها أكثر من برِّها لأمها!

[السُّؤَالُ]

ـ[هل أؤجر على برِّي بحماتي؟ وهل قد يعفو الله عني عدم برى بأمي كما ينبغي أن يكون البر، إذا كنت بارة بحماتي؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

شرع الله تعالى أعدلَ الأحكام وأحسنها، وفيها سعادة الفرد والأسرة والمجتمع، وقد شرع لذلك حقوقاً وواجبات على كل فرد في المجتمع لتتم الحياة ويعرف كلٌّ ما له وما عليه.

وحقوق الزوج على زوجته عظيمة في نفسه وماله وبيته وأهله، فاحترام أهل الزوج وخاصة أبويه من احترام الزوج وحسن عشرته، والمرأة عندما تقوم بواجبات زوجها فهي إنما تطيع ربها وترجو ثوابه.

وبرُّكِ بحماتك أمرٌ تُشكرين عليه، ولا يمكن لأحدٍ أن يُنكر عليكِ، بل إن ما تفعلينه موافق للشرع والعقل، وأنتِ بذلك تكسبين رضى زوجكِ، وتساهمين في إنجاح علاقتك الزوجية، وتخلينها مما يمكن أن يسوءها.

ولكن على المرء أن لا يطيع ربه في جانب وينسى الجوانب الأخرى، فلا يجوز أن يكون برُّكِ بحماتك على حساب برِّك بأمك؛ فإن للوالدين - وخاصة الأم - على أولادهم حقوقاً كبيرة، وانظري في ذلك جواب (٥٠٥٣) ففيه تفصيل لحق الأم على أولادها.

فيجب عليكِ برُّ أمَّكِ والإحسان إليها حتى ولو كانت كافرة، على قدر طاقتك وما تسمح به ظروف حياتك؛ بل لو دعتك إلى الكفر وجاهدت نفسها في سبيل ذلك، كما قال ربنا تبارك وتعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا) العنكبوت/٨، وقال: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) لقمان/١٥، فكيف يكون حقها عليكِ إن كانت مسلمة موحِّدة؟ .

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: " نعم، صِلي أمك ".

رواه البخاري (٢٤٧٧) ومسلم (١٠٠٣) .

ومعنى راغبة: أي: تطلب بر ابنتها لها.

فاجمعي بين الخيريْن، وبرِّي أمكِ وحماتك، وإذا تعارض الأمران فلا تقدِّمي على أمكِ حماتك ولا غيرها من النساء، لكن بشرط ألا تفسدي ما بينك وبين زوجك.

ونسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

وانظري جواب الأسئلة (٢٢٧٨٢) و (٥٣٢٦) .

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>