للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسليم نصرانية تريد الإسلام إلى أهلها

[السُّؤَالُ]

ـ[أسلمت طالبة في مدرستنا، وأفصحت عن رغبتها في اعتناق الإسلام إلى مدير المدرسة فأسلمها إلى النصارى في القرية خوفا من تحمل مسؤوليتها أمام السلطات، فما حكم ذلك المدير؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إذا كان أهل الطالبة المذكورة، لو علموا بإسلامها منعوها من الإسلام، واضطروها للبقاء على الكفر، وكان تسليمها إليهم يعني احتمال تعرضها للأذى والفتنة، فلا شك أن ما قام به مدير المدرسة منكر عظيم، وإثم كبير، لما قد يترتب على عمله هذا من الضرر لتلك الفتاة المسلمة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري (٢٣١٠) ومسلم (٢٥٨٠) .

ومعنى: (لا يُسلمه) : أي لا يلقيه إلى الهلكة، ولا يتركه عند من يؤذيه، بل ينصره ويدفع عنه. "فتح الباري" (٥/٩٧) .

وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) رواه أحمد (١٦٤١٥) وأبو داود (٤٨٨٤) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٥٦٩٠) .

وهذا المدير إن كان عاجزا عن نصرتها وتأييدها، فلا أقل من أن يدعها وشأنها، دون أن يقع في هذا المنكر العظيم، نسأل الله العافية.

أما إذا انضم إلى ذلك الإشارة عليها ألا تسلم، فذلك الكفر الأكبر والخروج من الإسلام.

قال ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله في "الإعلام بقواطع الإسلام" (ص ٣١) : " ومن المكفرات أيضا: أن يرضى بالكفر ولو ضمنا، كأن يسأله كافر يريد الإسلام أن يلقنه كلمة الإسلام فلم يفعل، أو يقول له: اصبر حتى أفرغ من شغلي أو خطبتي لو كان خطيبا، وكأن يشير عليه بأن لا يسلم، وإن لم يكن طالبا للإسلام فيما يظهر " انتهى.

وقال النووي رحمه الله في "روضة الطالبين" (١٠/٦٥) : " والرضى بالكفر كفر، حتى لو سأله كافر يريد الإسلام أن يلقنه كلمة التوحيد فلم يفعل، أو أشار عليه بأن لا يسلم، أو على مسلم بأن يرتد فهو كافر " انتهى.

والواجب على كل من علم بحال هذه الفتاة من المسلمين أن يسعى لرفع الظلم عنها وتمكينها من اعتناق الإسلام، وأداء شعائره، وإبلاغ السلطات بما يمكن أن يقع عليها من الأذى لصرفها عن الإسلام، نسأل الله أن يوفقها ويثبتها على الحق، ويصرف عنها السوء بما شاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>