ـ[أنا في الجيش وأحلق لحيتي دائماً وذلك غصباً عني، هل هذا حرام أم لا؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا يجوز حلق اللحية، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وإرخائها في أحاديث صحيحة، وأخبر صلى الله عليه وسلم: أن في إعفائها وإرخائها مخالفة للمجوس والمشركين، وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله من أفضل الأعمال؛ لأن الله سبحانه يقول:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب/٢١، وقال عز وجل:(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر/٧، وقال سبحانه:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) النور/٦٣.
والتشبه بالكفار من أعظم المنكرات، ومن أسباب الحشر معهم يوم القيامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من تشبه بقوم فهو منهم) فإذا كنت في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجرك لفعل مايغضب الله، وأسباب الرزق الأخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. وفقك الله ويسر أمرك، وثبتنا وإياك على دينه.
انتهى.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/٨ص / ٣٧٦.
وأما إذا كانت الخدمة العسكرية إلزامية وأخذوك مجبراً وحلقوا لحيتك مكرهاً فالإثم عليهم وليس عليك شيء. والله أعلم.