حكم التفاؤل والتشاؤم ببعض الأرقام
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت بأن رقم ٧ هو رقم الحظ الجيد ورقم ١٣ و ١٤ هما رقمان للحظ السيئ، فهل هذا صحيح.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا صحة لما ذكرت، ولا علاقة بين الأرقام وبين الحظ. والتشاؤم من الرقمين ١٣، ١٤ أو غيرهما من الأرقام أو الأيام، أو الشهور، أو الألوان، داخل في التطير المنهي عنه شرعا.
فقد روى البخاري (٥٧٧٦) ومسلم (٢٢٢٤) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: "َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ ".
وروى أحمد (٤١٩٤) وأبو داود (٣٩١٠) والترمذي (١٦١٤) وابن ماجه (٣٥٣٨) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطِيَرة شرك " وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أحمد (٧٠٤٥) والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ردته الطِيَرة من حاجة فقد أشرك" قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال: " أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك" [حسنه الأرنؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٦٢٦٤] .
وروى الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من تطيَّر ولا من تُطُيِّر له أو تكهَّن أو تُكُهِّن له أو سحَر أو سُحِر له " وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٥٤٣٥
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم رقم ٢٢٢٤: (والتطير: التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي وكانوا ... ينفِّرون ـ أي يهيِّجون ـ الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وان أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهي عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لاطِيَرة " وفى حديث آخر "الطِيَرة شرك" أي اعتقاد أنها تنفع أو تضر إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد.
وأما الفأل فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة.
قال العلماء: يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور، والطِيَرة لا تكون إلا فيما يسوء. قالوا: وقد يستعمل مجازا في السرور .... قال العلماء: وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلِط في جهة الرجاء فالرجاء له خير، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فان ذلك شر له، والطِيَرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء. ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم) انتهى كلام النووي رحمه الله.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله (وإذا ألقى المسلم باله لهذه الأمور فلا يخلو من حالين: الأولى أن يستجيب لها فيقدم أو يحجم، فيكون حينئذ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له.
الثانية أن لا يستجيب، بأن يقدم ولا يبالي لكن يبقى في نفسه شيء من الهم أو الغم وهذا وإن كان أهون من الأول إلا أنه يجب عليه ألا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقا وأن يكون معتمدا على الله عز وجل) مجموع الفتاوى٢/١١٣.
والحاصل أنه لا يجوز التشاؤم بشيء من الأرقام، وأن من قرأ أو سمع رقما، فتشاءم، فقد وقع في التطير المذموم، وكفارته – كما مضى في الحديث – أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب