للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشعر بنزول شيء من البول بعد الوضوء

[السُّؤَالُ]

ـ[أشعر بعد أن أتوضأ بنزول شيء من البول، ونظرا لأني لم أر ذلك إلا في مرات قليلة، فإنني قمت بوضع لاصق على فتحة الفرج حتى أرى ما يخرج منه، وهذا اللاصق يمنع خروج أي شيء خارج الفرج، ولكني لم أجد - وبعد أكثر من ثلاث ساعات احتفظت فيها بوضوئي - إلا ما هو أقل من ربع قطرة من الإفرازات البسيطة جدا، فهل هذه الكمية إذا نزلت تفسد الوضوء؟ وهل وضع شريط لاصق على فتحة العضو - والتي تمنع خروج أي شيء خارج الجسم - تجعل وضوئي صحيحا لأي فترة أحافظ فيها على وضوئي من أي نواقض أخرى بخلاف هذه الكمية البسيطة؟ أريد أن أذهب للحج، ولكن هذه المشكلة تؤرقني جداً، وخصوصا أني مصاب بشلل، ولا أستطيع الذهاب للوضوء إلا بصعوبة، فهل يجوز أن أستخدم طريقة وضع شريطٍ لاصقٍ على فتحة العضو، وأصلي بوضوئي لأكثر من صلاة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الشريعة الإسلامية مبنية على التيسير، ولا يمكن أن تأتي بما يعنت الناس ويوقعهم في الحرج والمشقة، والله سبحانه وتعالى يقول: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة/١٨٥.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ) رواه البخاري (٣٩) .

والذي يظهر لنا من سؤالك أن حالتك طبيعية لا تستدعي وضع شريط لاصق ولا شيء، وإنما هي وسوسة من الشيطان ليوقعك في الحرج والمشقة ويجعلك تضيق على نفسك، حتى يبغض إليك العبادة، وتراها ثقيلة عليك.

فلا يؤمر المسلم بعد الوضوء أن يفتش عن نفسه هل خرج منه شيء أم لا؟

بل عليه أن يستنجي ثم يرش على فرجه شيئاً من الماء، حتى لا يفتح على نفسه باب الوسواس، ثم يتوضأ ويصلي، ولا يلتفت لما يلقيه الشيطان في نفسه أنه خرج منه شيء.

وقد سئل الحسن البصري رحمه الله عما يجده الرجل من البلة بعد الوضوء والاستنجاء فقال: (الْهُ عنه) أي: لا تشتغل به ولا تهتم به.

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "لقاء الباب المفتوح" (١٨٤/١٥) السؤال الآتي:

إذا انتهيت من الوضوء واتجهت إلى الصلاة أحس بخروج قطرة من البول من الذكر، فماذا عليَّ؟

فأجاب:

" الذي ينبغي أن يُتلهَّى عن هذا ويُعرض عنه، كما أمر بذلك أئمة المسلمين، ولا يلتفت إليه، ولا يذهب ينظر في ذكره، هل خرج أو لا؟ وهو بإذن الله إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتركه يزول عنه، أما إذا تيقن يقيناً مثل الشمس فلا بد أن يغسل ما أصابه البول، وأن يعيد الوضوء؛ لأن بعض الناس إذا أحس ببرودة على رأس الذكر ظن أنه نزل شيء، فإذا تأكد فكما قلت لك، وهذا الذي تقول ليس فيه سلس؛ لأن هذا ينقطع، السلس يستمر مع الإنسان، أما هذا فهو بعد الحركة يخرج نقطة أو نقطتان، هذا ليس بسلس؛ لأنه إذا خرجت نقطتان وقف، فهذا يغسل ويتوضأ مرة ثانية، وهكذا يفعل دائماً، وليصبر وليحتسب " انتهى

فإذا لم تتيقن خروج شيء، فإنك على وضوئك وطهارتك، ولا تفتش هل خرج شيء أم لا؟

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>