للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شروط اقتناء حيوان أليف

[السُّؤَالُ]

ـ[عمري ١٠ سنوات وأريد اقتناء حيوان أليف , فهل هناك شروط أو ضوابط لذلك؟ إذا كان هناك أي شيء الرجاء تبيانها.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

إنه من دواعي سرورنا أن نتلقى أسئلة من أمثالك من أبنائنا الصغار، الذين يحبون الله ورسوله، ويتميزون بالنباهة والذكاء، وهذا السؤال مهم ومفيد، بأسلوب مختصر ومؤدب، فنسأل الله تعالى أن يحفظك ويرعاك ويجزي بالخير كل من يساهم في تربيتك التربية الحسنة.

ثانيا:

اقتناء وتربية حيوان أليف أمر مباح في الإسلام، لا حرج فيه.

وقد روى البخاري (٦٢٠٣) ومسلم (٢١٥٠) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟!! نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ.

والنغير: طائر صغير أحمر المنقار.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" فيه جواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه، وقص جناح الطير، إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم " انتهى.

" فتح الباري " (١٠/٥٨٤) .

أما شروط وضوابط تربية الحيوانات، منها:

١- ألا يكون الحيوان المقتنى كلبا، فقد حرم الإسلام اقتناء الكلب إلا كلب الحراسة، وكلب الصيد، وسبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم: (٦٩٧٧٧) ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ) رواه البخاري (٣٢٢٥) ومسلم (٢١٠٦) ، فهل يرضى المسلم ألا تصحبه ملائكة الرحمة في بيته بسبب حيوان يقتنيه.

٢- عدم المبالغة في هذا الشأن إلى حد الإسراف المذموم، فقد رأينا بعض من يدفع الآلاف بل الملايين للتنافس على شراء حيوان معين، والعناية به، وتوفير الخدمة له، بل وبعضهم يوصي له بشيء من أمواله، وفي بعض الدول تقام المهرجانات والمعارض لأنواع الحيوانات , وتنفق عليها الأموال الطائلة، وهذا كله من السفه ونقص العقل.

٣- الإحسان إلى الحيوان، فإذا اقتنى المسلم حيوانا وجب عليه أن يحسن إليه بالطعام والشراب، ولا يتسبب له بالأذى والضرر بالعبث به، أو اتخاذه غرضاً، أو للتهارش، أو تعريضه لحرارة أو برودة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنَّ لَنَا فِى الْبَهَائِمِ لأَجْرًا؟ فَقَالَ: فِى كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) رواه البخاري (٢٤٦٦) ومسلم (٢٢٤٤) .

فانظر كيف أن المؤمن يؤجر على عنايته بالحيوان، بل إنه قد يدخل الجنة بسبب إحسانه إلى حيوان واحد، كما وقع لهذا الرجل المذكور في الحديث، والله سبحانه وتعالى يحب المحسنين.

وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة دخلت النار بسبب إهمالها لهرة حبستها فماتت من الجوع، لا هي أطعمتها، ولا هي أطلقتها وتركتها تأكل من حشرات الأرض.

وانظر جواب السؤال رقم: (٣٠٠٤) ، (١٤٤٢٢) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>