للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متى يحق للشاب أن يجتهد ويفتي

[السُّؤَالُ]

ـ[متى يحق للشاب أن يجتهد ويفتي؟ حيث أن عددا من الشباب إذا تدينوا، قد يخوضون في الأدلة، ويتكلمون في أحكام الحوادث والمسائل التي تقع تحليلا وتحريما، ويقولون بآرائهم في الأحكام الفقهية لبعض المستجدات في الأمور.]ـ

[الْجَوَابُ]

إن الاجتهاد في المسائل له شروط، وليس يحق لكل فرد أن يفتي ويقول في المسائل إلا بعلم وأهلية، وقدرة على معرفة الأدلة، وما يكون منها نصا أو ظاهرا، والصحيح والضعيف، والناسخ والمنسوخ، والمنطوق والمفهوم، والخاص والعام، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، ولا بد من طول ممارسة، ومعرفة بأقسام الفقه وأماكن البحث، وآراء العلماء والفقهاء، وحفظ النصوص أو فهمها، ولا شك أن التصدي للفتوى من غير أهلية ذنب كبير، وقول بلا علم، وقد توعد الله على ذلك بقوله تعالى: " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " سورة النحل ١١٦، وفي الحديث: " من أفتى بغير ثبت فإنا إثمه على من أفتاه " صحيح رواه الإمام أحمد (٢/ ٣٢١) ، وعلى طالب العلم أن لا يتسرع في الفتوى، ولا يقول في المسألة إلا بعد أن يعرف مصدر ما يقوله ودليله ومن قال به قبله، فإن لم يكن أهلا لذلك فليعط القول باريها، وليقتصر على ما يعرف، ويعمل بما حصل عليه، ويواصل التعلم والتفقه حتى يحصل على حاله يكون فيها أهلا للإجتهاد، والله الهادي إلى الصواب.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>