يدفع اشتراكات في أحد المواقع ثم يجيب على الأسئلة ليأخذ جائزة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المسابقة التالية: موقع مسابقة على الإنترنت تقوم بشراء بطاقة بقيمة ٢٥ دولار وتدخل المسابقة وتجيب على الأسئلة وتأخذ الجائزة التي تحصل عليها بدون سحب أو قرعة، ويوجد بالمسابقة ٣٠ سؤلا كل١٠ أسئلة تعتبر مرحلة مثلا أجبت على ١٥ سؤال صح، والسؤال ١٦ خطأ تأخذ جائزة ١٠ أسئلة، وهكذا كل ١٠ أسئلة مرحلة.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
هذه المسابقة صورة من صور الميسر، والميسر حرمه الله تعالى تحريماً قطعياً بقوله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) المائدة/٩٠، ٩١.
والميسر - كما قال الماوردي-: "هو الذي لا يخلو الداخل فيه من أن يكون غانماً إن أخذ، أو غارماً إن أعطى" انتهى من "الحادي الكبير"(١٥/١٩٢) .
وهذا موجود في هذه المعاملة فإن المشترك فيها إما أن يخسر قيمة الاشتراك، وإما أن يربح أكثر إن أجاب على الأسئلة.
وسبب آخر للتحريم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ) رواه الترمذي (١٧٠٠) ، ورواه النسائي (٣٥٨٥) .
والسَّبَق هو الجائزة التي يأخذها المتسابق.
والنصل السهم. والخف: المقصود به البعير (الإبل) . والحافر: الخيل.
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة لأنها آلة الجهاد في سبيل الله.
وألحق بعض أهل العلم بهذه الثلاثة كل ما يعين على الجهاد ونشر الدين كمسابقات القرآن والحديث والفقه، فيجوز أن تدفع فيها الجوائز.
فلا يجوز دخول المسابقات التي يدفع فيها المتسابق مالاً (رسم اشتراك) ثم إن فاز أخذ الجائزة، إلا فيما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقط.