القاعدة العامة هي تحريم تناول ما يضر بالإنسان، بجسمه أو عقله أو بهما معا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجه (٢٣٤١) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
والأقراص المنشطة والمنبهة لها مضار ومخاطر على الجسم، ومنها ما يسمى بـ " الأمفيتامينات " ومما يؤسف له أن هذه الأقراص كثر استعمالها بين الطلبة – تحت أسماء مختلفة – بحجة أنها تمكنهم من مقاومة النوم والاستزادة من استذكار دروسهم في مواسم الامتحانات، كذلك يستخدمها بعض الرياضيين، وسائقي الشاحنات، لمواصلة العمل دون نوم أو شعور بالتعب، وعلى فرض وجود هذه المنفعة، فإنها منفعة يعقبها الضرر، بل لهذه الأقراص أضرار بالغة منها: ظهور حالات نشاط مفرط، واكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، مما قد يعرض متناولها لنوبة ضغط دم شديد الارتفاع من الممكن أن تودي بحياته في أي لحظة، كما أن متعاطيها يصاب بمشاعر عدائية وجنون الارتياب (البارانويا) ، ثم لا يلبث مع مرور الأيام واستمرار التعاطي أن يتحول إلى مدمن، ويؤثر إدمان الأمفيتامينات على انسحاب المدمن من الحياة، وتتزايد لديه الأفكار والمشاعر الاضطهادية، وينتهي به الأمر إلى المزيد من العنف وفقدان البصيرة.
وقد قال الله تعالى في شأن الخمر والميسر:(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) البقرة/٢١٩، فأهدر الله تعالى ما في الخمر والميسر من منفعة، لما فيهما ويترتب عليهما من المفاسد والآثام والشرور، ولهذا كانت قاعدة الشريعة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم الأدوية المسهرة للطلاب للمذاكرة والسائقين في الرحلات الطويلة؟
فأجابت:" ضررها أكثر من نفعها، وكل ما كان كذلك فهو محرم، ثم يمكن الاستغناء عن هذه الأدوية بما هو أنفع منها مع السلامة من آفاتها وعواقبها الوخيمة؛ إذ يمكن الطلاب أن يوزعوا مذاكرة العلوم المقررة على مدة الدراسة، وهذا أرسخ للمعلومات في أذهانهم، وأعمق لها فهما، حتى إنها لا تكاد تنسى، ويمكن للسائقين أن يستريحوا فترات في رحلاتهم الطويلة، وإن تأخروا زمنا في قطع المسافة، لكنه أسلم لهم ولمن ركب معهم ولمن على طريقهم ولمواصلاتهم، وأوفق للنظام الذي وضع لمصلحتهم " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"(٢٥/٣٢) .