اتصلت على مدرسها لتهنئة فجاء بيتها يراودها عن نفسها
[السُّؤَالُ]
ـ[صديقة لي، قصتها بدأت وهي في الثانوية وكانت تحب مدرسا ولم تبح له وأنا نصحتها كثيرا جدا وقلت لها بأن هذه مشاعر مراهقة لا أكثر المهم خلصنا دراسة والمدرس تزوج وهى أيضا تزوجت منذ أشهر وفى العيد الماضي اتصلت بالمدرس كي تعيد عليه هو وعائلته وفوجئت بأنه اعترف لها بأنه كان يحبها ولكن كبريائه منعه من البوح لها وقال لها إنه لو كان عرف لها تليفون كان اتصل بها وعرف منها عنوان بيتها بعد إلحاح شديد وقال لها إنه مسافر ولازم يشوفها لآخر مرة وهي رفضت وبعد ما قفلت التليفون معاه بقليل رن جرس الباب فتحت فوجدته ولم تتمالك أعصابها فدخل وحاول أكثر من مرة أنه يفعل معها المعصية فرفضت وطردته، وهو قد سافر، المهم أنها من وقت هذا الموقف تشعر بالندم وغير قادرة تنظر في وجه زوجها وخائفة إن لا يغفر الله لها، ولا تدري هل تقول لزوجها أولا، انصحوني بماذا أقول لها كي أساعدها في حل مشكلاتها؟ وهل هي تعتبر خائنة لزوجها ولا تستحق العيش معه أم أن الله حليم غفار؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
لا شك أن صديقتك أخطأت في حق ربها وحق زوجها مرات، وذلك أولا: باتصالها بهذا المدرس ثم بعدم قطع الاتصال الهاتفي مع مدرسها حين بدأ يذكر لها حبه القديم، فإن هذا من الكلام المحرم الذي لا يجوز أن يكون بين رجل وامرأة لا تحل له، وثانيا: بإعطائه عنوان منزلها، فإن هذا خطأ في جميع الأحوال، إذ أقل ما يتوقع هو أن يزورها ولو في حضور زوجها، ومثل هذه الزيارات التي تقابل فيه المرأة الرجل، زيارات محرمة وإن استهان بها كثير من الناس، وثالثا: لأنها فتحت بابها ومكنت رجلا أجنبيا من دخول بيتها، وهي مؤتمنة على عرضها وبيتها، ومن حق زوجها عليها ألا تخونه في ذلك، وألا تُدخل بيته من لا يحل له الدخول، كما في الحديث:(وَلَكُم عَلَيْهنَّ أَلَاّ يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أَحَداً تَكْرَهونَهُ) رواه مسلم (١٢١٨) .
ثانيا:
نحمد الله تعالى أن انتهى الأمر إلى ما ذكرت، وصرف الله عنها كيد الفاجر، وإلا فإن من يتبع خطوات الشيطان يوصله إلى ما هو أسوأ من ذلك مما يهلك دينه ودنياه، نسأل الله العافية.
وما جرى لصديقتك هو أثر من آثار الدراسة المختلطة، التي لم يفتأ الصالحون ينادون بمنعها؛ لما يترتب عليها من الفساد والشر.
ثالثا:
الواجب على صديقتك أن تتوب إلى الله تعالى من هذه الأخطاء والذنوب، وذلك بالندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، ومقاطعة ذلك الفاجر مقاطعة تامة.
وعليها أن تستر نفسها، ولا تخبر زوجها ولا غيره بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم:(اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها، فمن ألمّ فليستتر بستر الله عز وجل) والحديث رواه البيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ٦٦٣.
وروى مسلم (٢٥٩٠) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .
وهذا من البشارة للتائب الذي ستره الله تعالى في الدنيا، أن الله سيستره في الآخرة.