للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم الإكرامية للعامل وحكم العمل في فندق فيه محرمات

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل في فندق في " شرم الشيخ " ووظيفتي هي حمل الحقائب للأجانب أو أي نزيل يأتي إلى الفندق، لي مرتب ونسبة وبقشيش، وأنا لا أعمل في الخمور وتعاقدي مع إدارة الفندق على حمل الحقائب فقط، أرجو أن تفيدوني لأنني في حيرة من أمري؛ لأنني أريد ترك هذا المجال، ومن خلال المرتب والنسبة والبقشيش أريد أن أبدأ في مشروع خاص بي وأريد أن يكون المال حلالاً لكي يبارك الله فيه.

مع العلم أن هناك بعض الأجانب يحملون الخمور في الشنطة وهم قادمون إلى الفندق، وأحيانا نعلم بذلك، وأحيانا لا نعلم.

وهناك كثير من النزلاء في الفندق لا تعجبهم الحرية التي في الفندق مما يجعلهم يتركون المكان.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إننا نحيي فيك رغبتك في أن يكون مالك حلالاً، ونسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه، ويغنينا بفضله عمن سواه.

أما ما يتعلق براتبك والنسبة المتفق عليها بينك وبين صاحب العمل: فلا إشكال فيها إن كان أصل العمل الذي تأخذ الأجرة عليه عملا مباحا شرعاً، وحمل الحقائب في الأصل عمل مباح، ولكن الحقيبة التي تعلم أن فيها خمراً، حملها محرم، بل من كبائر الذنوب، فقد روى أبو داود (٣٦٧٤) أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) وصححه الألباني في "الإرواء" (٢٣٨٥) .

وأما " البقشيش " فلا يخلو من ثلاث حالات:

١. إما أن يكون ضمن الاتفاق المبرم بينك وبين صاحب العمل أن البقشيش لك، ففي هذه الحالة لا حرج عليك فيه.

٢. أن يتعارف عليه الناس في مثل هذه المِهَن أن يكون لك البقشيش مع دراية صاحب العمل وهو راض عن ذلك فلا حرج عليك فيه أيضا.

٣. ألا يكون بينكما اتفاق على البقشيش ولا تعارف الناس على وجود بقشيش في مثل مهنتك، ولا تدري رد فعل صاحب العمل إن علم بأنك تأخذ البقشيش لك أو أنك تعلم أن رد فعله ليس لصالحك ولا يرضى بذلك عنك: فهنا يكون البقشيش هو الذي يسميه أهل العلم " هدايا العمال " وهو محرم لا يحل لك أخذه؛ لحديث أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا يقال له ابن اللتبية على الصدقة فجاء فقال: هذا لكم وهذا أُهدي لي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي ألا جلس في بيت أمه أو أبيه فينظر أيهدى له أم لا، لا يأتي أحد منكم بشيء من ذلك إلا جاء به يوم القيامة إن كان بعيرا أو بقرة أو شاة. رواه البخاري (٢٤٥٧) ومسلم (١٨٣٢) .

أما ما يتعلق بعملك نفسه هل تستمر فيه أو تتركه؟ فالعمل في فندق يأتيه سياح أجانب ليس بمحرم في ذاته، لكنه إذا دخلت فيه بعض الأعمال المحرمة صار حراماً، ومثل هذه الفنادق لا تخلو من شرب خمر، واختلاط محرَّم، وغناء، ومسابح ... إلخ، وهو ما أشرت إليه في سؤالك من "الحرية" الموجودة في الفندق، وهذا ما يجعل العمل في هذا الفندق وأمثاله حراماً، وأنت تذكر – أيضاً – أنك تحمل شنط الزبائن، وقد يكون فيها خمور، وهو مما يقوِّي منع عملك في هذا الفندق.

وبناء عليه: فالواجب عليك المسارعة في ترك هذا العمل إلى عمل ترتاح نفسك للرزق فيه ويطمئن إليه قلبك، وكن على يقين من قول الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق/٢،٣، ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه) رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في " حجاب المرأة المسلمة " (٤٧) .

وقد سبق في جواب السؤال رقم (٤٦٧٠٤) فتاوى لبعض أهل العلم في تحريم العمل في وظيفة حارس أمن في فندق فيه محرمات، وكذا في تحريم العمل في شقق وغرف مفروشة فيها محرمات – أيضاً -، فلينظر.

وفي جواب السؤال رقم (٨٢٣٥٦) أجبنا عن حكم العمل في مثل المكان الذي تعمل فيه.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>