ـ[مشكلتي أني لا أستطيع إكمال أي عمل أبدأ به، سواء كنت شرعت فيه فعلا، أم نويته، وسواء كان هذا العمل متعلقا بعباداتي، أم بحياتي الدنيوية، دائما في منتصف الطريق أقطع ما كنت أقوم به. أرجو الإفادة، وشكرا.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
ليست المشكلة في التوجيه والإرشاد، فالأمر الذي تعاني منه أمر سلوكي، يقتضي حلا وعلاجا عمليا، لا يُكتفى فيه بالكلمات الوعظية أو النصيحة اللفظية.
فأول ما ينبغي عليك سلوكه لتجاوز هذا الخلل هو بكل وضوح:" الاستمرار حتى إكمال العمل "، ولعل تجربة أولى ناجحة تحفزك نحو إنجاز جميع أعمالك على وجه الكمال، ويمكنك أن تستعين على ذلك بأمرين اثنين:
١- تقسيم العمل إلى مراحل صغيرة متقاربة، كي يكون ذلك أنشط لإتمام كل مرحلة على حدة، والمجاهدة حتى بلوغ المرحلة الأخيرة، فالنفس تستثقل الأعمال الكبيرة الطويلة، ولا بد أن تستعين عليها بالتقسيم والتجزئة والمرحلية في الإنجاز.
٢- اختيار الأعمال القصيرة السريعة والبدء بها لإنجازها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ! خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ) رواه البخاري (٥٨٦١) ومسلم (٧٨٢) ، ويقول صلى الله عليه وسلم:(أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ) رواه البخاري (٦٤٦٤) ، ومسلم (٧٨٣) ، يقول الإمام النووي رحمه الله:" أي: تطيقون الدوام عليه بلا ضرر، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة، واجتناب التعمق، وليس الحديث مختصا بالصلاة، بل هو عام في جميع أعمال البر " انتهى.
"شرح النووي على مسلم"(٦/٧٠-٧١) .
وننصحك بمراجعة بعد الكتب والدراسات التربوية، والاستفادة منها في هذا المجال، ومنها:
الفتور: أسبابه وعلاجه، للشيخ د. ناصر العمر، عجز الثقات للشيخ د. محمد موسى الشريف.