للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشكلة بين زوجين بسبب إدخال "الدش"

[السُّؤَالُ]

ـ[أدخلت الدش على أهل بيتي وأنا الآن نادم وأريد إخراجه، إلا أن زوجتي ترفض هذا الشيء بشدة وتقول: إنها تشاهد البرامج الثقافية وأزياء المرأة والبرامج الأسرية، ولكني فرضت كلمتي وأصررت على إخراج الدش، وناقشتني وقالت لي: ليس هكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق ما أتى في شيء إلا زانه، وما رفع عن شيء إلا شانه) أفتوني كيف أقنع زوجتي؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

لا شك أن إدخال –الدش- إلى البيت؛ من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس على أنفسهم وأهليهم , قال تعالى: (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ... ) التحريم/٦.

ومن سمع أو قرأ أو رأى! ما يعرض في الفضائيات من منكر وفواحش لا يتردد في تحريم إدخال هذا الجهاز إلى البيت، والقول بأننا نرى فيه البرامج المفيدة أو المباحة، كلمة كثيراً ما يقولها الناس إلا أن الواقع أنها مجرد كلمة، لأن معظم برامج تلك الفضائيات محرمة، والمفيد فيها أو المباح قليل جداً، ثم مع قلته لا يخلو من محرم كموسيقى أو صور عارية ... أو غير ذلك. ومراقبة تلك البرامج ليست بالأمر السهل، لا سيما إذا وجد أولاد في البيت، لأن الغالب أن الأب والأم لن يكونا معهم دائما في كل وقت، فلماذا المخاطرة بالدين والأخلاق إذاً؟!

وانظر جواب السؤال رقم (٤٢٤٥٨) ففيه كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التحذير الشديد من إدخال هذا الجهاز.

ثانياً:

أخي الكريم! كل خلاف بين الزوجين يمكن حله ـ بإذن الله ـ؛ عن طريق التفاهم الودي, والمناقشة الهادفة الهادئة؛ التي تحقق مصلحة الأسرة , والمحافظة عليها, وصيانتها, وتحصين وتربية الأولاد.

فعليك إقناع زوجتك بالآتي:

١- بيان مفاسد هذا الأمر, وتوعيتها بخطورته, وبيان أثره السيئ على الأسرة جميعا, وعلى الأولاد خاصة. وقد حكى لنا الثقات كثيراً من البلايا , والخزايا , والمصائب التي حصلت بسبب تلك القنوات الفضائية، وأظنك تعرف عن هذا الكثير.

٢- شراء بعض الأشرطة السمعية , والمرئية (الفيديو) , التي تتحدث عن مساوئ هذه القنوات. مع ملئ الفراغ لدى الزوجة بشراء بعض الأشرطة الأخرى؛ التي تتحدث عن زيادة الإيمان , والطاعة , والترغيب في الجنة , والترهيب من النار.

٣- اقتطاع جزء من وقتك وتخصيصه لأهلك؛ بقراءة بعض الكتب , والاستفادة منها في تفوية الإيمان.

٤- ربط أسرتك بمراكز تحفيظ القرآن الكريم النسائية – وما أكثرها في بلادنا- ففيها الخير الكثير.

وأخيراً ... يمكن استبدال ذلك بالقنوات الإسلامية؛ التي تعنى ببث البرامج الاجتماعية والإسلامية , وتسعى لربط الأسرة , والمجتمع بدينها , ولا تغفل عن الأخبار وغيرها من البرامج النافعة، كقناة المجد وغيرها. ولا شك أن العمل على تحقيق ذلك لا بد أن يرافقه الرفق واللين في بدايته , لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ) رواه مسلم (٢٥٩٤) .

لكن عندما لا ينفع ذلك, لا بد من اللجوء لأساليب أخرى – وحسب القدرة التي تتناسب وإزالة المنكر- وحيث إن هذا المنكر في بيتك , وأنك صاحب القوامة وربان السفينة؛ فلا مانع من إزالته بعد ذلك, بالأسلوب الذي تراه مناسباً , شريطة أن لا يؤدي إلى منكر أكبر, أو مفسدة أعظم, فأنت أدرى بهذا الأمر من غيرك, لمعرفة ظروفك مع أهلك. وقديماً قيل: (أهل مكة أدرى بشعابها) .

سائلين المولى أن يعينك وأن يهدي زوجتك ويثبتها على الحق والصواب.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>