للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم الرسم التوضيحي للميزان الأخروي

[السُّؤَالُ]

ـ[يقوم بعض المعلمين بنشاط دعوي داخل المدرسة، ولكن بعض وسائل الدعوة يقع في نفسي منها شيء، من ذلك: أنهم قاموا بإعداد لوحة كبيرة قد رسم فيها ميزان له كفتان في إحداهما مصحف ومسجد وأدوات تدل على الطاعة وفي الكفة الأخرى عود غناء وآلات لهو وأمور محرمة، ثم كتبوا تحت هذه الصورة قول الحق تبارك وتعالى: (والوزن يومئذ الحق ... ) الآية، فهل يجوز مثل هذا أم أنه تمثيل لأمور غيبية لا نعلم كيفيتها؟ وهل لي أن أنكر عليهم أم هي أمور اجتهادية؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا العمل لا ينبغي؛ لأن هذه الأمور الغيبية لا نعلم كيفيتها، ورسمها قد يهوّن من قدرها وعظمتها، فيُكتفى ببيان ما جاء في النصوص من وضع الموازين، وأن الأعمال توزن، كما يوزن أصحابها، وينظر: جواب السؤال رقم (٣١٨٠٥) .

وأما المصحف والمسجد فلا نعلم في الأدلة ما يفيد أنهما يوضعان في الميزان، والظاهر أن المراد من الرسم وزن قراءة القرآن وعمارة المساجد.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم رسم بستان كأنه يمثل الجنة، ونار كأنها تمثل النار؟

فأجاب: " هذا لا يجوز؛ لأننا لا نعلم كيفية ذلك، كما قال عز وجل: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة/١٧، ولا يعلم كيفية النار، فهي فضلت على نار الدنيا بتسع وستين جزءاً بما فيها النار الغليظة كنار الغاز وغيرها وما هو أشد، فهل أحد يستطيع أن يمثل النار؟ لا أحد يستطيع، ولهذا بلِّغ من يفعل ذلك أن هذا حرام، ومع الأسف الشديد أن الناس الآن بدءوا يجعلون الأمور الأخروية كأنها أمور حسية مشاهدة، وقد رأيت ورقة مكتوب فيها مربعات كذا الموت وآخر القبر وآخر القيامة وهكذا، فهذا كأنه صور ما بعد الموت خطوط ومربعات هندسية، جرأة عظيمة والعياذ بالله، ثم يقال: ما الذي أدراك أن هذا بعد هذا؟ نحن نعرف أن القبر بعد الحياة الدنيا وأن البعث بعد القبر، ولكن تفاصيل ما يكون يوم القيامة من الحساب والموازين وغير ذلك مَنْ يعلم الترتيب؟ لكن هذه جرأة عظيمة، والغريب أن هذه الورقة توزع، فيجب الحذر والتحذير من هذه الأوراق " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (٢٢٠/٢١) .

وينظر: جواب السؤال رقم (٢٢٧٢٣) .

وعليه فينبغي لك نصح هؤلاء المعلمين، وحثهم على الاكتفاء بالوارد، وعدم التكلف والتوسع.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>