للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجمع بين الصلاتين في الحضر

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مقيم في بريطانيا وأصلي في مسجد قريب من سكني ولكن جماعة هذا المسجد يجمعون صلاتي المغرب والعشاء في وقت المغرب، والعذر: أن الفترة التي بين صلاة العشاء والفجر قصيرة، ولا تكفي للراحة، علما بأن إمام المسجد يستدل بأن النبي عليه الصلاة والسلام من مرويات ابن عباس قد جمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في المدينة وبدون عذر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

النصوص الشرعية واضحة في وجوب أداء الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة، وعدم جواز الجمع بين الظهر والعصر، ولا بين المغرب والعشاء، إلا لعذر كالمرض أو السفر أو المطر ونحو ذلك مما يشق معه أداء كل صلاة في وقتها، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء/١٠٣. أي فرضا مؤقتا في أوقات معلومة.

انظر: "فتح الباري" لابن رجب الحنبلي (٣/٧-٨) .

وروى ابن أبي شيبة (٢/٣٤٦) عن أبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنهما قالا: (الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر) .

وأما ما رواه مسلم (١/٤٨٩) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر ولا مطر) فليس فيه أنه جمع بين الصلاتين من غير عذر، بل فيه: قيل لابن عباس: (ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته) . أي: لا يوقعها في حرج وضيق، وهذا يدل على أن هناك عذراً للجمع في هذا الحديث، ولولا هذا الجمع لوقع الناس في الحرج.

قال العلامة ابن باز رحمه الله في تعليقه على "فتح الباري" (٢/٢٤) : "الصواب حمل الحديث المذكور على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلوات المذكورة لمشقة عارضة ذلك اليوم من مرض غالب أو برد شديد أو وحل ونحو ذلك، ويدل على ذلك قول ابن عباس لما سئل عن علة هذا الجمع قال: (لئلا يحرج أمته) وهو جواب عظيم سديد شاف" انتهى.

وعلى هذا، فاستدلال هؤلاء بهذا الحديث، استدلال في غير موضعه، والواجب أداء كل صلاة في وقتها المحدد شرعا، فإن وجد عذر للجمع كمرض أو مطر فلا حرج من الجمع حينئذ.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>