للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيف يقضي ما فاته من الصيام؟

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف يقضي الإنسان ما فاته من الصيام؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إن كان ترك الصيام لعذر كمرض أو سفر أو الحيض بالنسبة للمرأة، وجب عليه قضاؤه بعد رمضان، فيقضي عدد الأيام التي أفطرها، لقول الله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة/١٨٥.

وقالت عائشة رضي الله عنها: (كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ – تعني: الحيض - فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ) رواه البخاري (٣٢١) ومسلم (٣٣٥) .

ويمتد وقت القضاء إلى دخول رمضان التالي، فله أن يقضيه في كل هذه المدة، متتابعاً أو مفرقاً.

ولا يجوز له تأخير القضاء بعد رمضان التالي إلا لعذر.

وانظر جواب السؤال رقم (٢٦٨٦٥) .

وأما إن كان ترك الصيام متعمداً بلا عذر، فهذا له حالان:

الأولى: أن يكون عزم على الإفطار من الليل، ولم ينو الصيام، فهذا لا يصح منه القضاء، لأن الصيام عبادة مؤقتة بوقت، فمن تركها متعمداً فلا تصح منه بعد الوقت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري (٢٦٩٧) ومسلم (١٧١٨) .

الحال الثانية:

أن يكون نوى الصيام من الليل، وبدأ اليوم صائماً، ثم أفسد صيامه أثناء النهار بلا عذر، فهذا يجب عليه قضاء ذلك اليوم، لأن شروعه فيه، جعله كالنذر فيجب عليه قضاؤه، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم من جامع في نهار رمضان بقضاء ذلك اليوم فقال له: (صُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ) رواه ابن ماجة (١٦٧١) . وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة.

ثم إن كان إفساد الصيام أثناء النهار بلا عذر بالجماع، وجب عليه القضاء ومع القضاء الكفارة، ولمعرفة الكفارة وأحكامها انظر جواب السؤال رقم (٤٩٦١٤) .

وعلى من أفسد صيامه بلا عذر التوبة إلى الله تعالى، والندم على هذا الفعل، والعزم على عدم العودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، من صيام النفل وغيره، فإن الله تعالى يقول: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه/٨٢.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>