مشكلة عائلية بسبب أخي الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أخو زوجي دائماً في بيتنا أو يتحدث معه على الهاتف أو يأخذه خارج المنزل ولا يستطيع أن يفعل أي شيء دون زوجي، وصل الأمر بأنني لا أتحمل رؤيته أبداً، أشعر بأنه يضع أفكاراً في رأس زوجي ويبعده عن مسئولياته تجاهي وتجاه أولاده الثلاثة، نعيش حياة نشيطة مع أولادنا وأنا أحب أن أفعل كل شيء لأولادي ولكنني أحب كذلك أن يكون زوجي معنا، ولكن أخوه لا يترك لنا فرصة، وإذا خرجنا يظل يتصل حتى يجده.
حصل شجار كبير بيني وبين زوجي لأنه يعتقد أنه من السهل أن يقول لي " لا " لأنني سأسامحه وأغفر له ولكنه لا يستطيع أن يقول " لا " لأخيه لأنه سيغضب منه لفترة طويلة. يجب أن يكون مرتبطاً بنا أكثر وليس بأخيه إذا أراد أن نبقي على حياتنا العائلية. كوني امرأة مسلمة: هل أنا أطلب أكثر من حقي؟ أم أن شعور أخيه يأتي أولاً؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
يجب أن يعلم الزوج أن الله تبارك وتعالى قد أوجب عليه رعاية أبنائه وتربيتهم والقيام على شئونهم، وأوجب عليه معاشرة زوجته بالمعروف، وأن كل تقصير في هذا فإن الله سائله عنه يوم القيامة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم / ٦.
وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} النساء / ١٩.
ثانياً:
على الزوج أن لا يُدخل في حياته ما يحول بينه وبين القيام على أسرته كعملٍ متواصل أو صحبة ملهية أو قريبٍ يأخذ وقته ويتدخل في شئون بيته.
والمسلم في هذا الزمان قد لا يجد الوقت الكافي للقيام بما أوجبه الله عليه، فكيف يهون عليه تضييع وقته مع غيره على حساب القيام بتلك الواجبات؟ .
ثالثاً:
على الزوجة أن لا تفرِّق بين زوجها وأهله، ولا ينبغي لها أن تتضجر من ترداده عليهم أو زيارتهم له، إلا أن يؤثر ذلك على ما أوجبه الله عليه.
والأب لا يقدِّم أحداً على أولاده لا أخاً له ولا قريباً، فلذلك لا ينبغي إحداث فجوة في العلاقات الأسرية بين الزوج وأخيه، ولا بين الأولاد وعمهم؛ لأن لذلك أثره البعيد على طبيعة علاقاتهم مع الناس ومع رحمهم.
رابعاً:
ننصحك أيتها الأخت الفاضلة أن تتلطفي مع زوجك، وأن تظهري له عدم تضجرك من علاقته بأخيه، وأن لا تحدثي بغضاً وكراهية في نفوس أولادك تجاهه.
وإذا رأيتِ تقصيراً من زوجك في واجباته الشرعيَّة تجاهكم فليكن الإنكار عليه وتذكيره بالتي هي أحسن دون غلظة أو شدة، وليكن ذلك بالتلميح دون التصريح إلا إن احتجت لذلك.
وقد رأينا في مثل هذه الحالات من ابتليت ببعض أهلها أن يكونوا معها وفي بيتها لظروف خاصة بهم، وعليه: فإن زوجها سيحسن من معاملته لهم إذا كان قد رأى حسن معاملة من زوجته تجاه أهله.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب