ـ[أعمل في أحد الفنادق في قسم الاستعلامات، وطبيعة وظيفتي تفرض علي أن أرشح بعض المطاعم وأماكن السهر التي بها راقصات وغناء لنزلاء الفندق، وأن أحجز لهم فيها، لذلك لابد أن أكون على علم تام بهذه الأماكن مثل (عناوينها ومواعيد عملها وماذا يقدمون من برامج ترفيهية....إلخ) وأيضاً لابد أن أعرف أيضاً الأفلام المعروضة في السينمات والمسرحيات المعروضة وما إلى ذلك من أماكن الترفيه الأخرى. فهل هذا حرام؟ علماً بأنني لا أذهب لهذه الأماكن وأنا متزوج ولدي أطفال وليس لي مصدر رزق آخر.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان الأمر كما ذكرت، فهذا العمل محرم، لما فيه من الدلالة على المحرمات، وهذا من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى:(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/٢.
والدال على الشر كفاعله، كما أن الدال على الخير كفاعله، ومن دعا الناس إلى معصية أو أرشدهم إليها، فعليه مثل آثامهم، لما روى (٢٦٧٤) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) .
وإذا كان الساكت على المنكر شريكا في الإثم، فكيف بمن أرشد إليه، ودل عليه؟!
فالواجب عليك ترك العمل في هذا المجال، والانتقال إلى عمل آخر مباح، داخل الفندق أو خارجه، ولتعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن ما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٢٠٨٥.
وقال الله عز وجل:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/٢،٣