للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يجوز أن يستعمل أسماء غريبة مستعارة لمتطلبات العمل في التسويق

[السُّؤَالُ]

ـ[إنني حديث عهد بالإسلام، ومنذ توبتي هجرت جميع آثامي السابقة، وتركت أعمالي المالية المحرمة، ورفضت العمل في بيئة غير مناسبة، أو أن أنفق مالي فيما لا يرضي الله، وقد رفضت العمل في أي شيء يمس إسلامي، وهو ما جعلني أكافح، إنني مدين بنصف مليون دولار من قروض ربوية كانت قبل إسلامي، كما أنه ليس معي شهادات أو مؤهلات، وأنا العائل الوحيد لزوجتي وأولادي، كما أن نقص المال معي أدى في النهاية للطلاق. الحمد لله لدي مهارة التسويق عبر الإنترنت، ويتضمن هذا كتابة المعلومات والمنافع لمن يرغبون في التعامل، وآخذ مالا من خلال تقديمي المعلومات والمنتجات عبر الإنترنت. السؤال الأول: لدي اسم مسلم، كما أن الاسم المستعار يخدم العديد من المنافع للكتاب، فهو يساعد في التسويق والشفافية وغير ذلك، فهل يمكنني استخدام اسم غربي مستعار لمثل هذه الأغراض التي أتعامل فيها، كما يفعل العديد من الكتاب؟ على سبيل المثال فإن اسمي في السوق الصحي كان أندي سترونج، أما بالنسبة لسوق التنمية الخاص بي فهو توني هيل وهكذا؟ مع العلم أنني لا أغير اسمي الإسلامي، لا على المستوى الشخصي، أو حتى من خلال الوثائق في بلدي، أو في أي مكان آخر. السؤال الثاني: الفساد على الإنترنت قد سبَّبَ أزمة ثقة، فهل يمكنني أن أضع صورة لي على الموقع؛ لأنه لو لم يكن هناك صورة فليس هناك بيع؟ السؤال الثالث: كما أنَّ بعض الأعمال التي استخدمتها قد نشرت من خلال صورة وضعتها غير قابلة للمسح، فهل يجوز استخدامهم؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

بداية نسأل الله لنا ولك الثبات على الحق، ودوام الهداية إلى السعادة في الدنيا والآخرة، ونوصيك ألا تنسى شكر الله تعالى على ما أولاك من النعم الكثيرة، وخاصة نعمة الهداية إلى الإيمان به عز وجل، وبجميع أنبيائه ورسله، من غير تفريق بينهم، والإيمان بما جاءت به الشرائع كلها، وآخرها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي خاتمة الشرائع، من أخذ بها نجا واهتدى، ومن ضل عنها خاب وخسر.

ونوصيك أخانا السائل بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله في السجود ووقت السحر، كي يدفع الله عنك كل ما يضر إسلامك، ويحفظ عليك دينك، ويثبتك على الحق، ومن المستحب أن تستعين ببعض الأدعية الواردة في السنة، بعد أن تأخذ بالأسباب وتجتهد في سداد ما عليك من الدين:

١- عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ:

(اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ: اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ)

وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم (٢٧١٣)

٢- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي.

قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ؟! قَالَ: قُلْ:

(اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ)

رواه الترمذي (٢٥٦٣) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

الكتابة: المال الذي اشترط السيد على عبده أداءه إليه حتى يعتقه. جبل صِير: اسم جبل.

٣- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟! قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ:

(قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ)

قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.

رواه أبو داود (١٥٥٥) وفيه غسان بن عوف قال الذهبي: غير حجة، لذلك ضعف الشيخ الألباني الحديث في " ضعيف أبي داود "، ولكن الدعاء المذكور، وهو قوله: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن..) ثابت في الصحيحين دون قصة أبي أمامة هذه، والله أعلم.

ثانيا:

لا حرج عليك في استعمال بعض الأسماء الأجنبية المستعارة لغرض التسويق والدعاية، بشرطين اثنين:

١- ألا تدعي أثناء عملك أن هذا هو اسمك الحقيقي، فإذا سئلت عن اسمك الحقيقي يجب أن تذكر ما اخترته من اسم تعرف وتنادى به، حتى لا تكون كذبة عليك، وحتى يمكن التحقق من شخصك إذا استدعى الأمر ذلك.

٢- كما لا نحب أن تختار من الأسماء المستعارة ما يختص به النصارى من أسماء لا يسمي بها المسلمون غير العرب، كمثل اسم: " توني "، و " جريس "، و " بطرس ": فهذه أسماء غالبة لدى النصارى، ولا ينبغي للمسلم أن يتسمى بما يختص به غيره من أهل الديانات الأخرى.

فإذا راعيت هذين الأمرين فلا حرج عليك من اختيار أسماء غير عربية مستعارة لغرض العمل، خاصة وأن الاسم لا ينبني عليه شيء عملي لدى العملاء، سوى أنه قد يدرأ عنك بعض التعصب والحقد على المسلمين.

فإذا كان اسمك المستعار قد استعملته من قبل ذلك، وشق عليك تغييره، أو ترتب عليك ضرر من ذلك: فلا بأس بإبقائه، إن شاء الله، حتى ولو كان غالبا في النصارى، ما لم يدل على شرك، أو تعبيد لغير الله.

وقد سبق في الموقع في جواب السؤال رقم: (١٠١٤٠١) تقرير جواز بقاء النصراني على اسمه السابق إذا أسلم، وأنه لا يلزمه تغييره ما لم يكن اسما مميزا في دين النصارى اليوم.

وسبق أيضا بيان جواز الدخول إلى المواقع والمنتديات بأسماء مستعارة، وأن ذلك ليس من الكذب المحرم، وبناء عليه يمكن تخريج جواب الأخ السائل ههنا: (٧١٤١٧)

وقد سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

ما حكم عمل حوار تعليمي مكتوب بأسماء مستعارة؟

فأجاب:

" الأمر في هذا سعة، يجعل حوار باسم فلان، وباسم فلان، قال فلان، وأجاب فلان، بأسماء مستعارة، ما فيه بأس " انتهى.

http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/٧٠/Default.aspx?PageID=٢٧٠٧

وأما استعمال صورتك الشخصية لغرض بث الثقة في نفوس العملاء فلا حرج فيه إن شاء الله، لوجود الحاجة المبيحة للتصوير.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>