ماذا تكشف المسلمة أمام الكفار من محارمها والنساء؟
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أخالط والد زوجي، وأجالسه وأخلع حجابي أمامه وهو شخص كافر؟ وما هو الحكم مع والدة زوجي، هل يجوز أن أخلع حجابي أمامها؟ كما أرجو أن تبين لي كيف أعاملهما؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
لا حرج على المرأة المسلمة من مخالطة محارمها، ومن يحرم عليها من الكفار إذا أمنت فتنتهم، وكذا الأمر بالنسبة للكافرات من قريباتها أو الأجنبيات ممن تدعو الحاجة لمخالطتهن كأم الزوج، والواجب على المرأة المسلمة دعوة هؤلاء بالتي هي أحسن، ويكون ذلك بإظهار محاسن الأخلاق التي دعا إليها الشرع من حسن الكلام ولطف الأفعال، على أن تلتزم بأحكام الإسلام مثل عدم ابتدائهم بالسلام، وعدم المودة القلبية.
وأما بخصوص لباسها أمامهم فإن المرأة المسلمة يجوز لها أن تكشف أمام محارمها ونسائها ما جرت العادة عند أهل الشرع والأدب بكشفه كالوجه والرأس والرقبة والذراع وبعض الساق.
وسواء كانت النساء والمحارم مسلمين أم كفاراً فإن الحكم فيه لا يختلف.
ولا يجوز للمسلمة أن تلبس القصير أمامهم، ولا الشفاف، ولا الضيِّق الذي يحجم العورة.
قال علماء اللجنة الدائمة:
على المرأة أن تحتشم وتتحلى بالحياء حتى ولو لم ينظر إليها إلا نساء ولا تكشف لهن إلا ما جرت العادة بكشفه ودعت له الحاجة كالخروج لهن في ثياب البذلة (هي الثياب التي تلبسها وهي في عملها في البيت) مكشوفة الوجه واليدين وأطراف القدمين ونحو ذلك وذلك أستر لها وأبعد عن مواطن الريبة. " فتاوى اللجنة الدائمة " (١٧ / ٢٨٨، ٢٨٩) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
وأما محارمهن في النظر، فكنظر المرأة إلى المرأة، بمعنى أنه يجوز للمرأة أن تكشف عند محارمها ما تكشفه عند النساء، تكشف الرأس والرقبة والقدم والكف والذراع والساق وما أشبه ذلك، ولكن لا تجعل اللباس قصيرا ً." مجموع الفتاوى " (١٢ / ٢٧٦، ٢٧٧) .
وانظر جواب السؤال رقم: (١٢٣٧١) و (٦٥٦٩) ففيه زيادة نقولات وتوضيح عن أهل العلم فيما تظهره وتمتنع عن إظهاره أمام النساء ومحارمها.
ثانياً:
ومن العلماء من فرَّق بين المرأة المسلمة والكافرة فمنع وضع الحجاب أما المرأة الكافرة، وهذا القول مرجوح، فقد كانت النساء اليهوديات يدخلن على عائشة وغيرها من الصحابيات، ولم يُعلم منهن احتجاب عنهن.
سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل يجب الحجاب عن المرأة الكافرة، أو تُعامل كما تُعامل المرأة المسلمة؟ .
فأجابوا:
فيه قولان لأهل العلم، والأرجح: عدم الوجوب؛ لأن ذلك لم يُنقل عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن غيرهن من الصحابيات حين اجتماعهن بنساء اليهود في المدينة والنساء الوثنيات، ولو كان واقعاً لنُقل كما نُقل ما هو أقل منه.
وقالوا:
لا مانع من كشف المرأة وجهها عند المرأة، مسلمة كانت أو كانت كافرة؛ لأنها لم تُؤمر بستر وجهها إلا عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، قال تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَاّ لِبُعُولَتِهِنَّ) إلى قوله سبحانه {أَوْ نِسَائِهِنَّ} الآية، فأمرها الله سبحانه بضرب الخمار على وجهها عن الرجال ما عدا المحارم المذكورين في الآية، أو مَن بينها وبينهم رضاعة محرمة كما في الآية الأخرى.
والمراد بالنساء في الآية: جميع النساء المسلمات وغير المسلمات، والله أعلم.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٧ / ٢٨٧، ٢٨٨) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
هل يجوز أن تكشف المرأة المسلمة شعرها أمام امرأة غير مسلمة، خاصة وأنها تصف المرأة المسلمة أمام الرجال من أقاربها وهم غير مسلمين؟ .
فأجاب:
هذا الأمر مبنيٌّ على اختلاف العلماء في تفسير قوله – تعالى -: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ) النور/٣١، فالضمير في قوله – تعالى -: {نِسَائِهِنَّ} ؛ اختلف فيه العلماء؛ فمنهم من قال: إن المقصود، الجنس؛ أي جنس النساء عموماً. ومنهم من قال: إن المقصود بالضمير: الوصف؛ أي: النساء المؤمنات فقط، فعلى القول الأول يجوز للمرأة أن تكشف شعرها ووجها أمام امرأة غير مسلمة، وعلى القول الثاني لا يجوز، ونحن نميل إلى الرأي الأول وهو الأقرب؛ لأن المرأة مع المرأة لا فرق فيه بين امرأة مسلمة وغير مسلمة، هذا إذا لم تكن هناك فتنة، أما إذا خشيت الفتنة كأن تصف المرأة لأقاربها من الرجل فيجب توقي الفتنة حينئذ، فلا تكشف المرأة شيئاً من جسدها، كالرجلين أو الشعر مام امرأة أخرى سواء مسلمة أو غير مسلمة.
" فتاوى المرأة المسلمة " – جمع صلاح الدين محمود – (ص ٦٠٥) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب